"كعب داير" على مستشفيات مصر.. ولا توجد "رعاية حروق" لـ"مصطفى"
تعود أن يلعب مع جيرانه وأصدقائه الذين تربي وسطهم بكفر طهرمس بمنطقة فيصل بالهرم، لكن تلك الليلة لم يكن يعلم أنه سيتم استدراجه من 3 بلطجية يستقلون "توك توك"، يحاولون الاعتداء عليه جنسيا، لكنه يقاوم ويظل يصرخ فلم يجدوا أمامهم سوى "جركن بنزين" ليتخلصوا منه بحرقه.
فالتهم الحريق جسد الطفل "مصطفى عبد الهادي محمد" (13 عاما)، الذى وصل إلى 75% بحسب تقرير الأطباء، يحاول والده المكلوم أن ينقذ ابنه الوحيد فطاف على مستشفيات كثيرة ولم يجد رعاية حروق تستقبله، الطفل الذي يؤكد والده أنه "بين الحياة والموت" كل لحظة يعيش فيها، حسب قوله.
"كنت في الشغل ولما رجعت البيت قالولي البلطجية ولعت في ابنك والشرطة أخدت العيال"، قالها والد الطفل "عبد الهادي محمد" (56 سنة)، فعندما ذهب إلى مستشفي قصر العيني وجد ابنه لا أحد يحاول إنقاذه، حسب وصفه، "لقيت ابني مرمي وقالولي معندناش رعاية حروق خده وأطلع على مستشفى هيهيا في الشرقية"، لم يكمل الطبيب كلمته وذهب إلى المستشفى وبعد أن قطع ما يقرب من 150 كيلومترا إلى محافظة الشرقية لم يجد رعاية أيضا بالمستشفى.
لم ييأس الأب وحاول أن يجد مكانا لرعاية ابنه، فنصحة بعض الدكاترة أن يذهب إلى مستشفى الحلمية العسكري ومنها إلى مستشفيات الجمعيات الشرعية جميعها ،لم يجد إلا كلمة "بنعتذر معندناش رعاية حروق"، يقول الأب "لفيت كعب داير على مستشفيات مصر ومفيش رعاية"، مؤكدا أنه لولا الشرطة أمسكت بمن فعلوا بابنه وأحرقوا جسده كان انتقم منهم أشد انتقام، حسب وصفه "العيال دلوقت قدام النيابة ولو شفتهم هاكلهم بأسناني".
يتمني الأب من وزير الصحة والمسؤولين أن يجدوا له مكانا لإنقاذ ابنه الذي يواجه الموت في كل لحظة يعيشها، ويقول "إحنا موجودين في مستشفى إمبابة وبنتصل بكل المستشفيات مش لاقيين، والدكاترة قالولي ابنك الحروق وصلت لـ 75% من جسمه"، مضيفا أنه يتمنى أن يغمض عينيه ويفتحهما ويجد "مصطفى" يلعب وسط المنزل.