"جيلان" تنتحر بآخر رصاصة بسلاحها.. أهون من "داعش"
بقوة دخلت المعركة، رغم احتمالات خسارتها الأكبر، إلا أنها لا تعرف للهزيمة معنى، شجاعة جعلتها تقرر مصيرها بيدها، فالموت كان النهاية التي رسمتها لنفسها منذ دخولها أرض العراك، وحملها راية الجهاد في الدفاع عن أرضها ووطنها وقومها.
الانتحار بآخر طلقة في سلاحها كان الحل الأسلم لها، بدلا من الوقوع أسيرة في يد عدوها، الذي قاتلته بفخر للنهاية، لتوجه رسالة قصيرة عبر جهازها وتودع وطنها ورفاقها المقاتلين قائلة بقلب حر لم ولن يأسر "وداعا".
جيلان أوز آلب، شجاعة من المجندات الكرديات ممن دفعتهن كرامة وطنهم قبل كرامتهن، لحمل البندقيات، وتوجهن كمجندات للوقوف جنبا إلى جنب مع المقاتلين الأكراد، في صفوف تصدروها دفاعا عن القرى التي عشن فيها وباتت تقع واحدة تلو الأخرى في قبضة "داعش" شمال سوريا، لم تخش الكرديات الموت بل كن قوة لا يستهان بها شكلت ما يقرب من 30% من المقاتلين الأكراد.
وسط ساحات المعارك التي شهدت عراك الثعالب ممن يدعون القوة مع الأسود أسياد الممكلة، قُتل عدد من القوات الكردية بعد أو وقعوا في الأسر بعد أن خذلتهم ذخيرتهم ونفذت ولم تحتمل شدة الصراع غير المتكافئ بالسلاح بين الجبهتين، إلا أن جيلان أو "بيريفان ساسون" كما يدعونها كاسم حركي لها، أبت الأسر بعد أن عاشت على أرضها حرة، وفنت شبابها الذي لم يتعد التسعة عشر عاما، فانتحرت بشرف عدم الخضوع والاصطفاف بين الأسرى.
"يرتجفون عندما يرون امرأة تحمل مسدسا، بينما يصورون أنفسهم للعالم بأنهم شجعان. فواحدة من نسائنا تتحلى بالشجاعة والجدارة أكثر من 100 واحد من رجالهم"، قالتها جيلان بشجاعة النبلاء قبل أيام قليلة من انتحارها بآخر طلقة في سلاحها، الذي أعلنت عنه لجابرييل جيتهاوس، مراسل تليفزيون الـ"BBC"، وبنبرة الإصرار وعزيمة نساء لا تقهر قررت عدم الاستسلام للتنظيم، الذي يغور في حربه الشنعاء على أهلها وأرضها في كوباني.
لم يتأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من أن جيلان هي ذاتها القيادية التابعة لوحدات حماية المرأة في وحدات حماية الشعب الكردي، التي اقتحمت أمس تجمعا للتنظيم شرق كوباني، واشتبكت معهم ببسالة الجنود حتى فجرت بهم قنابل كانت بحوزتها، قبل أن تفجر نفسها بقنبلة هي الأخرى، وسواء كانت هي جيلان أم مقاتلة أخرى كردية، إلا أنهن استطعن إثبات قوتهن واقتحام خطوط العدو وحدهن دون خوف، والاحتفال بالموت استشهادا دون التشهير ببسالتهن، كما يفعل ذلك التنظيم ترهيبا لهم.