«المهندسين الأفارقة» يطلق مبادرة الأحزمة الخضراء لحماية شواطئ القارة من مخاطر المناخ
«خليفة»: رسالة دعم لسياسات الرئيس عبدالفتاح السيسي
![إتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/4204242791658908985.jpg)
إتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة
أطلق اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة مبادرة «الأحزمة الخضراء» لحماية سواحل البحر الأحمر وغرب أفريقيا من مخاطر التغيرات المناخية، والتوسع في مشروعات «غابات المانجروف» كأحد نماذج التكيف مع التغيرات المناخية وتحويلها إلى مشروع دولي، يتمّ عرضه على قمة المناخ المقرر عقدها في مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل.
وبعث المشاركون في المؤتمر الأفريقي المنعقد في مدينة شرم الشيخ على مدار 3 أيام برسالة تأييد للرئيس عبدالفتاح السيسي لانحيازه للمشروعات التنموية في القارة الأفريقية ودعمه لمختلف السياسات التي من شأنها تحقيق التنمية المستدامة بالقارة الأفريقية.
مشروعات زراعة «المانجروف» هو أحد أولويات دول العالم
وقال الدكتور سيد خليفة الأمين العام لـ اتحاد المهندسين الزراعيين في كلمته خلال فعاليات اليوم الثالث، إنَّ مبادرة الأحزمة الخضراء تعتمد على التوجه نحو التوسع في مشروعات زراعة المانجروف هو أحد أولويات دول العالم للتكيف مع التغيرات المناخية وحماية الشواطئ من مخاطر المناخ وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للدول التي تعاني من هشاشة شواطئها، مشيدًا برسالة التأييد، التي بعث بها المشاركون لدعم سياسات الرئيس عبدالفتاح السيسي لخدمة المشروعات التنموية بالقارة الأفريقية.
وأضاف «خليفة»، أنَّ مبادرة الأحزمة الخضراء تعمل على الاستفادة من مشروعات زراعة المانجروف، نظرًا للأهمية البيئية للمشروع من الناحية الدولية رغم القيمة النسبية لهذه المشروعات من ناحية المردود الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي خاصة في الدول المطلة على البحر الأحمر ودول غرب أفريقيا المطلة على المحيط الأطلنطي.
وأوضح الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة أنَّ مبادرة الأحزمة الخضراء لحماية الشواطئ في أفريقيا، تعد محاكاة لنموذج تطبيقي ناجح تم تنفيذه في مصر بزراعة المانجروف، بسواحل مصر على البحر الأحمر خلال الـ4 أعوام الماضية.
وأشار إلى أنَّه سيتمّ إنشاء صندوق لمواجهة الجفاف والحد منه في المناطق الجافة وشبه الجافة والمناطق القاحلة، على أن يختص هذا الصندوق بتنفيذ آليات التدخل المختلفة في سنوات الجفاف والحد من آثار الجفاف ودعم المزارعين والتعاون مع منظمة «أكساد» في مشروعات التنمية المستدامة في هذه المناطق.
التكلفة التقديرية للمشروع تصل إلى 100 مليون دولار
وأشار «خليفة»، إلى أنَّ المبادرة تتوافق مع 7 أهداف للتنمية المستدامة بالأمم المتحدة وأجندة أفريقيا 2063، وتتوافق الـ14 من ـهداف التنمية المستدامة وضمن مشروعات الاقتصاد الأزرق بمشاركة اتحاد المهندسين الأفارقة واتحاد المعلمين الأفارقة.
ولفت إلى أنَّه سيتمّ إرسال دراسة الجدوي للمبادرة في حالة الموافقة على تحويلها إلي مشروع إلي المنظمات الدولي والجهات المانحة ومرفق البيئة العالمي لتمويل المشروع باعتباره مشروعا دوليا.
وأوضح الأمين العام أنَّ التكلفة التقديرية للمشروع تصل إلى 100 مليون دولار كأحد مشروعات التكيف مع مخاطر المناخ من خلال التوسع في زراعة غابات أشجار المانجروف وبعض النباتات الملحية على شواطئ الدول الأفريقية على أن يتم تنفيذ المشروع في حالة الموافقة على تمويله على مراحل.
وشدد «خليفة»، على أن تحويل المبادرة إلي مشروع يستهدف حماية الشواطئ من مخاطر ارتفاع منسوب البحار في شرق وغرب أفريقيا وتحقيق التوازن البيئي بالمنطقة وخلق بيئة مناسبة للاستزراع السمكي للأحياء المائية عالية القيمة مثل الجمبري والاستاكوزا.
وأوضح أنَّ المبادرة تعد أحد مشروعات التنمية المستدامة التي تحتاج إلى إجماع دولي للتوسع في تنفيذها كمشروع لإكثار والتوسع في مساحات المانجروف بساحل البحر الأحمر والساحل الغربي للقارة الأفريقية، مشيرًا إلى نجاح النموذج التطبيقي لاستزراع غابات المنجروف بمصر، ةالذي تنفذه وزارة الزراعة ممثله بمركز بحوث الصحراء وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ومحافظه البحر الأحمر.
فيما قال الدكتور سعد نصار مستشار وزير الزراعة إنَّ مشروع استزراع غابات المانجروف سيقدم كأحد المشروعات التي نفذتها مصر للحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الطبيعة والتكيف مع التغيرات المناخية، ونستهدف تحويله إلي مركز إقليمي لعرض تجربة لحماية التنوع الحيوي بالمنطقة.
وأضاف «نصار»، أنَّ المشروع يعد أحد طموحات الدول الأفريقية ونموذجا للاقتصاد الأخضر الذي ينعكس على حالة التنوع الحيوي في مختلف مناطق المشروع، ويحقق العديد من الفوائد المباشرة وغير المباشرة للبيئة ويوفر العديد من فرص العمل، كما يحقق قيمة اقتصادية تمثلت في إنتاج عسل نحل للسكان المحليين.
وأوضح مستشار وزير الزراعة إن التوسع في زراعة غابات المانجروف في القارة الأفريقية له مردود بيئي واجتماعي واقتصادي وخدمي ويعد أقل تكلفة من الطرق التقليدية في حماية الشواطئ، مشيرًا إلى أنَّه يعد من أكثر النباتات امتصاصًا لغازات الكربون المتسبب الرئيسي في الاحتباس الحراري، كما أنَّه يساعد في الحد من نحر البحر الشواطئ.
وأشار «نصار»، إلى أهمية المبادرة في الاستفادة من غابات المانجروف كمشروع اقتصادي كمأوى للأسماك عالية القيمة وخاصة القشريات حتى أن بعض السكان المحليين أطلقوا على نوع من الأسماك بسمك المانجروف، لافتًا إلى أهمية المشروع كبديل لتدهور الغابات في دولة بنين وكوت ديفوار مع الاستفادة من تجربة المغرب في هذا الشأن ودعم جهود السودان للتوسع في غابات المانجروف.
ومن جهته، شدد المهندس عبدالعلي المتوكل رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة في كلمته خلال مؤتمر الزراعيين الأفارقة، إنَّ المبادرة تعد من المشروعات الأقل من ناحية التكلفة مقارنة بالعائد الاقتصادي والبيئي والاجتماعي ويعد النموذج المصري أحد أهم النماذج التطبيقية الجاهزة للدول الأفريقية على امتداد شواطئها.
وأضاف «عبدالعلي»، أنَّ المبادرة سوف تنعكس على النواحي السياحية بتنشيط السياحة في مصر والدول الأفريقية، وهو ما يتطلب عمل خطة لتنفيذ المشروع على سواحل البحر الأحمر وغرب أفريقيا بشكل كامل، موضحا إنه يمكن الاستفادة من المانجروف باستغلال جينات أشجار المانجروف لاستنباط أصناف قادرة على تحمل الملوحة كما أنه يمكن استغلاله في تغذية الماشية في المناطق الرعوية خاصة وأنها فقيرة في إنتاج الأعلاف، الأمر الذي يساعد في توفير اللحوم ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح أنَّ مشروع غابات المانجروف تعمل كمنطقة عازلة بين المنظومات الأرضية والبحرية وتحافظ على الشواطئ وحمايتها من التأكل بالإضافة للحماية من الغمر الناتج من ارتفاع مستوي سطح البحر وعن طريق ارتباط المانجروف بكائنات أخرى مثل أعشاب البحر والشعاب المرجانية، ويلعب المانجروف دوراً هاماً في الحفاظ على الاستقرار والاتزان البيئي.