أبطال في الظل وراء نجاح مهرجان محكى القلعة.. «شغل ليل نهار»
مهرجان محكى القلعة
تحدٍّ كبير خاضه فريق العمل فى «الإضاءة» ضمن القائمين على تنفيذ محكى القلعة، فالمكان متسع ويحتاج جهداً كبيراً، فضلاً عن ضرورة وجود تأمين عالى المستوى للجمهور من التعرض للصعق الكهربائى حال ملامسة الأسلاك.. هذه تفاصيل المهمة الشاقة التى أنجزها نجوم الإضاءة فى محكى القلعة.
فريق الإضاءة.. أنجز مهمة شبه مستحيلة على أسوار القلعة
فريق إضاءة المهرجان به العديد من العاملين المتميزين فى أعمال المواقع الخارجية بحسب المهندس أمين عادل، الذى يؤكد أن هناك فريقاً كاملاً مسئولاً عن إنارة المسرح، وعلى رأسه مدير عام القسم، بالإضافة إلى عدد كبير من المهندسين الذين كان لهم دور كبير فى نجاح المهرجان فى دورته الثلاثين: «اللى حصل ده يُعتبر إنجاز كبير كل الناس شاركت فى نجاحه، من أول المهندسين سامر وفتحى ورضا والمصرى ومعاهم عصام اللى كانوا فى أول المهرجان وعملوا التصميم والإضاءة وكمان كان لهم دور فى توزيع الأجهزة على جدران القلعة».
مساحة القلعة الكبيرة تجعل من الصعوبة تغطيتها بشكل كامل بالأنوار، كما أن الأعداد الكبيرة للجمهور تجعل من الضرورى العمل على توزيع تلك الأعداد على مساحة كبيرة داخل القلعة، ولكن ما يعيق تلك الفكرة أن جمهور الصفوف الأخيرة لن يرى الفنان وهو على خشبة المسرح، هذه المشكلة تم حلها من خلال توفير شاشات عرض عملاقة تنقل الحفلات مباشرة: «مجهود عمل شاق لمدة 6 أيام علشان نعمل ممرات ونطلّع المعدات فوق ونأمّن المعدات على سور القلعة رغماً عن الرياح اللى بتزيد بالليل بشكل مخيف».
الديكور.. بالخبرة والتنظيم استوعبنا زيادة الإقبال: «جمهور بالآلاف»
بجوار المسرح الذى يتألق عليه نجوم الطرب فى محكى القلعة، هناك عمل قائم لا يتوقف لتجهيز العروض، ولا مجال فيه للسهو أو الخطأ، فجميع العاملين بمحيط خشبة المسرح يدركون جيداً أن إمتاع الجمهور الذى جاء من مختلف المحافظات وبعض دول العالم جزء من مسئوليتهم أيضاً، ولكى يصل الصوت والصورة لأقصى أرجاء القلعة لا بد له من مهندس على دراية كاملة بكل الأمور الفنية التى يتطلبها العمل فى الهواء الطلق داخل جدران القلعة.
منذ 15 عاماً بدأت رحلة أحمد بكر منفذ أعمال الديكور والخشب ومدير المخازن الفنية بالأوبرا، مع مهرجان القلعة برفقة عدد كبير من الفنيين ويقتصر دورهم على بناء خشية المسرح بجانب تجهيز أكشاك التذاكر وكل وسائل تأمين الجمهور التى يتم بناؤها للتحكم فى العدد الكبير للجمهور الذى يحضر يومياً: «المهرجان السنة دى فيه كوكبة كبيرة من نجوم الصف الأول وده كان سبب فى زيادة إقبال الجمهور على المهرجان، وبفضل ربنا والعمل المنظم قدرنا نستوعب كل الجمهور لحد دلوقتى ومفيش مشاكل حصلت».
ولكى ينجح المهرجان ويجذب الأنظار إليه كان لا بد من وجود مخزون كافٍ من الديكور المصمم لهذه النوعية من الفعاليات التى تُقام فى الهواء، وهو ما يتطلب ضرورة أن يكون الديكور ذا تصميم يناسب الطبيعة الجغرافية للموقع، كما أن هذا المخزون -بحسب «بكر»- ضرورى لأنه يسهم فى سرعة الانتهاء من كل التجهيزات الفنية للمسرح فى وقت قليل بدلاً من إعادة بناء الديكور بشكل كامل وهو الأمر الذى ربما لا يتناسب مع طبيعة بعض المهرجانات: «حرصنا أن يكون عندنا مخزون من الديكور ومن التجهيزات الفنية علشان نقدر فى أى وقت نقيم المهرجان، والسنة دى عملنا مجهود كبير علشان نستوعب عدد الجمهور لأن العدد السنة دى زاد جداً خصوصاً مع حضور نجوم شباب، كل سنة المهرجان بيكون فيه توسع عن اللى قبله ودا دليل نجاح المهرجان ووصوله لكل الناس».
حدّاد ومنجّد وعامل خدمات.. مسئولون عن خشبة المسرح وآلات الفنانين «صنعة وإبداع»
خلف الكواليس دائماً ما نجد أبطالاً يعملون فى صمت كى تظهر الصورة النهائية بشكل مبهر، لا يهتمون كثيراً بأن تُسلط عليهم ولا ينتظرون امتناناً لأعمالهم، هذا هو حال عمال وفنيى ومهندسى مهرجان محكى القلعة، الجميع هنا يعمل فى صمت حتى ينجز مهمته بشكل متناهى الدقة.
سنوات عديدة قضاها جلال كمال منجد مسرح فى رحاب دار الأوبرا المصرية، لعمل والده فى قسم التنجيد، وبعد إحالته للتقاعد ورث «جلال» تلك المهنة التى يعتبرها من أكثر الأمور المهمة التى يظهر من خلالها المسرح فى أبهى صورة له، لأن تلك المهنة تسمح بتطويع القماش لخدمة المسرح من الناحية الجمالية: «أى حاجة تخص التنجيد معايا، ومهنة التنجيد بشكل عام بتنقسم إلى 3 أنواع، الأول منها المنجد البلدى وده بيعمل شغل بيدوم لفترة طويلة وبيفضل مستخدم لسنوات زى المراتب وده شغل بيحتاج دقة كبيرة فى التنفيذ، لأنك بتعمل شغل له عمر افتراضى طويل سلعة معمرة يعنى، وده عكس منجد المسرح اللى أساساً دوره جمالى بشكل أكتر، وفيه نوع تالت بقى من التنجيد وهو الأفرنجى، وده اللى بيعمل شغل الكراسى».
اختلاف فصول العام وتغير درجات الحرارة يتحكم بشكل كبير فى نوعية القماش الذى يستخدمه «جلال» كى يتناسب مع التغير هذا، فطبيعة أجواء القلعة ووجود رياح قوية بها تحتاج إلى الحرص على اختيار قماش من نوع خاص يتحمل شدة الرياح: «القماش بيكون من اختيارى، وتحديداً قماش ستاير المسرح واللى لازم يكون بمواصفات خاصة علشان يتحمل وجوده فى الشارع فترة طويلة، ده غير إنه لازم يكون مقاوم للنار علشان لو حصل حريق مايسببش تلف فى الجسم الأساسى للمسرح».
مهنة الحدادة من بين المهن التى لها دور مهم فى ظهور المهرجان بشكل مميز، خاصة أن جميع «البنرات» واللافتات تحتاج إلى حدّاد بارع يطوِّع الحديد بين يديه ليرسم به ديكورات جمالية و«حوامل» حديدية لكل المطبوعات، وهذا هو الدور الأساسى لصافى أحمد، الذى يعمل حداداً وفنى ديكور منذ سنوات عديدة، حيث يبدأ دوره عقب انتهاء مهندسى التصميم من تجهيز الشكل النهائى للافتات، وبعدها يكون «صافى» مكلفاً بتنفيذ تلك الأعمال على الحديد وتركيبها وتثبيتها جيداً: «الحدادة فيها مسلح خرسانات وحدادة بوابات وديكور خاص بالمسرح، يعنى نقدر نقول إن الحديد بيدخل فى كل حاجة فى شغل الديكور، أنا كنت شغّال فى ورشتنا الخاصة ووقتها ماكانش عندى فكرة عن شغل الديكور بالحديد لكن بعد كده تعلمت بفضل مساعدة زمايلى فى الأوبرا».
تصميمات مهندسى الديكور بالمسرح هى التى تحكم الشكل الجمالى لكل المطبوعات و«البنرات»، بخلاف تحكمهم فى نوعية المواد المستخدمة فى التشكيل: «عملت يافطة المحكى فى أسبوع وفضلت أجهز للمهرجان قبلها بشوية أنا وكل الأقسام وبنحدد الشغل والمشتريات هى اللى بتجيب الحاجات ولو الوقت ضيق ممكن نطبق ونبات فى الشغل علشان نقدر ننهى التجهيزات فى وقتها».
«رضا» يعمل منذ عام 1986 بالأوبرا ليشهد بذلك الدورات الأولى للمحكى، ورغم تقدمه فى العمر إلا أنه ما زال يعمل بطاقة وحماس الشباب، يتحرك ببطء لكنه ينظم ما على المسرح بشكل مميز، وهو مشرف دائم على هذا العمل المهم: «الشغل بالنسبة لى حياة، وتنظيم المسرح محتاج خبرة علشان نسهل مهمة كل المشاركين فى المحكى، والمهرجان جذب شباب كتير السنة دى علشان فيه فنانين شباب كتير الدورة دى، وأنا مبسوط بإقبال الشباب لأن المشاركة زمان كان معظمها لكبار السن».