«نيويورك تايمز»: زيارة ماكرون إلى واشنطن تختبر التحالف الأمريكي الفرنسي
ماكرون وبايدن
يزور الرئيس الفرنسي واشنطن في ظل خلافات بين بلاده، والولايات المتحدة، في عدة ملفات، منها كيفية إنهاء الأزمة الأوكرانية، وكيفية تقاسم أعبائها، وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن ماكرون يهدف من لقائه مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإثبات أن التحالفات القديمة، تثبت قيمتها في أوقات الحرب.
وفي المقابل، سيجري تكريم الرئيس الفرنسي، خلال الزيارة، وتعكس التحية العسكرية، وإطلاق المدافع 21 طلقة، الاستقبال المميز الذي منح لماكرون، ما يؤكد مرونة العلاقة القديمة، والمتوترة أحيانًا بين فرنسا والولايات المتحدة، كما أنها تشير إلى تجدد مركزية أوروبا بالنسبة للمصالح الأمريكية منذ بداية الأزمة الأوكرانية.
ونقلت الصحيفة عن تشارلز كوبتشان، أستاذ الشئون الدولية بجامعة جورجتاون، قوله إن «الزيارة تشكل أهمية من الناحية الرمزية، وتمثل عودة العلاقة عبر الأطلسي إلى مركز الاستراتيجية الأمريكية في العالم، ومن الملاحظ أن الدولة التي حصلت على المكانة الأولى هي فرنسا، وليس ألمانيا أو بريطانيا».
استراتيجية ماكرون ومحور قوة بايدن في أوروبا
وبحسب الصحيفة الأمريكية، كان سعي ماكرون إلى الحصول على بعض «البنية الأمنية» الجديدة لأوروبا، والمزيد من الحكم الذاتي الاستراتيجي للقارة، بدلاً من الاعتماد المستمر على الولايات المتحدة في الدفاع عنها، مصدر إزعاج لإدارة بايدن في بعض الأحيان، لكن في الوقت الذي تحتاج فيه الولايات المتحدة إلى أوروبا القوية، ليس لديها محاور أكثر قوة من الرئيس الفرنسي، إذ همشت بريطانيا نفسها من خلال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي دفعت ثمنه باهظًا، وتولى ريشي سوناك، رئيس الوزراء، منصبه الشهر الماضي فقط، ولا يبدو أن أولاف شولتز، المستشار الألماني الحذر، والذي تربطه بماكرون علاقة غير مستقرة، يشبه أنجيلا ميركل، والتي كانت لها سلطة أوروبية واسعة.
أزمة أوكرانيا في قلب المحادثات
وأوضحت الصحيفة أن الأزمة الأوكرانية ستكون في قلب المحادثات بين بايدن وماكرون، مع وجود اختلافات طفيفة قد تطفو على السطح، سواء في كيفية إنهاء الأعمال العسكرية أو كيفية تقاسم عبء التأثير القاسي للأزمة الأوكرانية على الاقتصادات الغربية.
ونقلت الصحيفة عن كبير مستشاري ماكرون: «لدينا حوار سياسي صعب بمعنى أننا حلفاء غير متحالفين، إذا جاز التعبير»، ورغم الاتهامات الفرنسية لروسيا، إلا أن ماكرون أكد أن الأزمة يجب أن تنتهي على طاولة المفاوضات، وليس في ساحة المعركة.
وقال الرئيس الفرنسي مؤخرًا، إنه سيتحدث قريبًا مرة أخرى مع الرئيس الروسي، حيث إنه حافظ على اتصال معه منذ بداية الأزمة، بينما اقترح الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، هذا الشهر أن هناك «مربع حوار»، فتح مع الانسحاب الروسي من مدينة خيرسون الجنوبية، لكن كبار المسؤولين المقربين من بايدن، أوضحوا أنهم لا يعتقدون أن الوقت قد حان للتفاوض.
خلافات بين باريس وواشنطن
وتابعت الصحيفة أن بعد 14 شهرا من استدعاء فرنسا لسفيرها في واشنطن، بسبب غضبها من صفقة توصل إليها بايدن لمساعدة أستراليا على نشر غواصات تعمل بالطاقة النووية، وهو الاتفاق الذي شاركت فيه أيضًا بريطانيا.
وفي المقابل، ألغت استراليا عقدًا فرنسيًا سابقًا لتوفير غواصات تقليدية، لكن العمل الدبلوماسي المكثف أدى إلى تهدئة الخلاف بعد وصف «ماكرون» تصرفات الولايات المتحدة بأنها «خرقاء»، لكن ظهرت اختلافات اقتصادية أخرى منذ ذلك الحين، فأوروبا لا تتمتع بالاكتفاء الذاتي من الطاقة، مثل أمريكا.
ولذا، فهي تتحمل العبء الأكبر من ارتفاع الأسعار الذي تسببت فيه الازمة الاوكرانية، حيث تسعى جاهدة لإيجاد مصادر جديدة للنفط والغاز، كما كانت فرنسا هدفا لقانون خفض التضخم المقدم من إدارة بايدن، بما في ذلك زيادة المساعدات الضخمة للصناعات الخضراء الأمريكية، والتي تعتقد فرنسا أنها قد تدفع الشركات الأوروبية إلى الانتقال إلى الولايات المتحدة.