المداح والكاتب وجها لوجه.. «الباز» يفتش في حياة «التهامي» التي لا يعرفها أحد
«التهامي والباز والجفري» ونقيب الأشراف في حفل توقيع كتاب «عميد دولة المداحين»
«لست من مجاذيب الشيخ ياسين التهامى»، بتلك الجملة بدأ الكاتب الصحفى الدكتور محمد الباز كتابه الجديد عن عميد دولة الإنشاد الدينى والمداح الأعظم الشيخ ياسين التهامى، والذى يأتى تحت عنوان «أسرار عميد دولة المداحين». يقول «الباز»: «لست مجذوباً، لكنى مأخوذ بالشيخ ياسين، ذلك الأخذ الذى لا يمنع فيه الإعجاب من الوصول إلى شاطئ حقيقة هذا الرجل وفض سره وحدود ما يمثله فى حياتنا».
يرى «الباز» فى كتابه أن الشيخ ياسين ليس مجرد منشد أو مداح، فهو المداح الأعظم، ويحكى أجواء مقابلة مهمة له مع «التهامى» أثناء حضور معرض فن تشكيلى بطنطا، كان الشيخ يقوم بافتتاحه وتم دعوة «الباز» من قِبل الشيخ ياسين، فيقول: جلست إلى جواره، وقبل أن أسأل تحدث، قال لى: «تعرف أنا فيه لغز وجودى يحيرنى طوال حياتى؟ نظر الشيخ ياسين إلى من يلتفون به يحيطونه باهتمامهم ومحبتهم ورغبتهم فى السلام عليه والتصوير معه وتقبيل رأسه، وقال: فى أى مكان أذهب إليه فى مصر أو فى أى دولة من دول العالم أجد هذا المشهد أمامى لا يتغير وبدلاً من أن أتفاعل مع ما أراه، أخلع نفسى منه تماماً، وأقول: لماذا أنا؟.
مؤلف «أسرار عميد دولة المداحين»: «لست مجذوباً.. لكني مأخوذ بالشيخ ياسين»
يقول «الباز»: لم يكن ما قاله الشيخ ياسين مفاجئاً لى، المفاجأة كانت فيما لم يقله، أو تردد فى أن يقوله، ولما فاض على روحه باح به. قال لى: تخيل أننى وأنا جالس مع نفسى بعيداً عن الناس أجدنى أقول: انت مين يا ياسين.. قُل لى انت مين؟، حاولت أن أسيطر على إحساسى بالشيخ الذى قرر أن يحدثنى عن حيرته وقلقه. لكنه ودون أن يلتفت إلىَّ قرر أن يكمل، قال: أنا لا أنام، صدقنى لا أنام إلا عندما يهدنى التعب، ياسين الذى يسكننى لا يدعنى أهنأ بحالى، يبحث عنى وأنا أبحث عنه، ياسين الذى بداخلى هذا يا أخى جبار، أخاف أن أتركه يخرج للناس، كل ما أفعله أننى أحاول كبح جماحه، عله يرتدع، وهو ما يكلفنى راحتى، كل راحتى.
يضيف «الباز»، فى كتابه: أنا أسير إلى جواره، كنت أشهده وهو يقهر ياسين الذى يسكنه ولا يعرفه غيره، من يسير بجوارى هو الفقير إلى الله، عندما يتحدث عن نفسه يقول «الفقير» ثم يكمل ما يريد أن يقوله، لكن من جاء لتكريمه وافتتاح معرض فنى تشكيلى من وحى قصائده وإنشاده هو ياسين الآخر الذى يحاصره الفقير، مستعيناً على ذلك بالله.. كان ياسين «الفقير» يروض ياسين «صاحب السطوة». كلما سمع من يثنى عليه، كان يخفض رأسه إلى الأرض ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله يا رب.
بحث ياسين كثيراً عن السر الذى يسكنه؟، تعب ما فى ذلك شك. زادت عليه حموله، وتراكمت عليه أثقاله، لكنه لم ييأس أبداً. حاول أن يريح نفسه ويقول إن سر ما فيه هو «الكلمة» التى وضعها الله على لسانه، ولأن الله من اختار له الطريق فقد رعاه وأنعم عليه بما لا يتخيله من توفيق... فالفضل منه وإليه.. كما الحب منه وإليه.