زفة نوبى.. يعنى هترقص للصبح
جلباب أبيض فوقه صديرى مذهب وطاقية «شبيكة» مشغولة يدوياً.. هو زى فرقة «زفة نوبى»، الفرقة التى أعادت إحياء التراث النوبى فى الأفراح والمناسبات المختلفة.. صمت طويل فى قاعة أفراح.. ضوء متقطع يتسلل من كشافات ليزر.. أصوات دفوف بدأت منخفضة وارتفعت تدريجياً سبقت خطوات منتظمة لأعضاء «زفة نوبى»، فجأة اشتعل حفل الزفاف بالرقص والتصفيق على نغمات أغنية محمد منير.
«حلوة شمندورة منجنا بهر جاسكو مينجنا سجرى مالا واينا مورتنا نا واينا»، ربما تكون الكلمات غير مفهومة للجميع لكنها منحت جرعة من النشاط للمعازيم الذين رحبوا كثيراً بفكرة الفرح النوبى، رغم أن أياً من العروسين ليس له علاقة بأسوان ولا النوبة. وهى الرسالة التى تريد الفرقة توصيلها.[SecondImage]
«بنغنى فى الأفراح والمناسبات ليس من أجل المال فقط ولكن للحفاظ على تراثنا».. قالها محمود العاطى، أحد أعضاء الفرقة، الذى يريد ألا يندثر التراث النوبى: «البداية كانت مع رجل نوبى بسيط يعيش فى إمبابة قرر أن يجمع مجموعة من النوبيين اللى عايشين فى مصر بهدف التعرف على بعضهم، وبعدها تطورت لتكوين فرقة نوبية للغناء والرقص».
تتكون الفرقة من 11 فرداً، يمارسون طقوساً مختلفة فى حفلات الزفاف أو أى مناسبة أخرى على الطريقة النوبية بحسب «محمود». تبدأ هذه الطقوس بالطرق على الدف، يليه الغناء، بشرط أن تكون كل الأغانى من التراث النوبى، يليهما «الشو»، وهى فقرة الرقص مع العروسين على الطريقة النوبية. 5 سنوات مرت على بداية ظهور الفرقة اعتبرها «محمود» كافية لحدوث تغييرات فى شكل الأفراح والمناسبات التى يشاركون بإحيائها، فقبل الثورة كانت الأفراح تتسم بـ«الوقار»، فالرقص كان «هادئاً» احتراماً لكبار السن والعادات والتقاليد، أما الآن فتغيرت الأفراح وصارت مشاركة الشباب فى الرقصات تتم دون خجل أو خوف: «الشباب دلوقتى ما بيصدقوا الأغانى تبدأ وهاتك يا رقص».
وقسم «محمود» الأفراح التى يحييونها إلى ثلاث شرائح؛ الأولى: الفئة التى تحب أغانى محمد منير، وهو سبب اختيارهم لفرقة زفة نوبى. الثانية: رغبة العروس والعريس فى إحياء فرحهما بطريقة مختلقة. الثالثة: فئة المتدينين الذين يرغبون فى إحياء الفرح بطريقة إسلامية عن طريق ألف فقط.
لا تقتصر الزفة النوبى على الرجال فقط، فالفتيات يحيين الحنة بالرقص والغناء فى حفل نسائى فقط، ويبدأ سعر الحفل النوبى من 850 جنيهاً، بحسب «محمود»، مؤكداً أن شهرتهم الآن تجاوزت الآفاق، وصارت بعض الوزارات تستعين بهم فى استقبال بعض الوفود الأجنبية.