في صناعة حلاوة المولد.. «بيوت عمرانة بحب النبي»
شادر لبيع حلاوة المولد
مصانع حلوى المولد النبوى تضج بالآلاف سنوياً، ينتهزون موسماً وفير المال كثير البركة، لا تنقطع فيه الألسن عن ذكر الله ومحبة نبيه، فتتوقف مصانع الحلوى والشيكولاتة عن عملها، وتوجّه طاقتها لصناعة «الحلاوة»، فهو الموسم الذى لا يمكن تفويته، ويتفرّغ له العاملون بها، ومن بينهم يوسف رمضان.
3 أشهر هى مدة تفرّغ «يوسف» وزملائه لموسم صناعة حلوى المولد: «بنستنى الموسم من السنة للسنة، وبناخد أرباح يومية مضاعفة عن باقى السنة، وبتحل علينا بركة حب النبى».
داخل المصنع يجلس «يوسف» وزملاؤه من العمال الأصليين، لينضم إليهم آخرون لا يعملون إلا فى هذا الموسم فقط، من بينهم «أم محمد»، وهى ربة منزل ليس لها تجارب فى العمل عموماً، لكنها بمجرد علمها باحتياج مصنع «حلاوة المولد» لعاملات، حضرت إليه على الفور، وبدأت فى العمل لتوفير رزق تساعد به زوجها، خصوصاً أنّ موسم الدراسة يتزامن مع ذكرى المولد النبوى، وبالفعل تمكّنت من شراء مستلزمات المدارس لأبنائها الثلاثة بعد أول أسبوع عمل فى المصنع.
تشجع شيماء محمود زميلاتها على العمل بكل جهد فى هذه الفترة، ورغم أنها تعمل فى مصنع لصناعة الحلوى منذ 5 سنوات، إلا أنها تنتظر موسم تصنيع «حلاوة المولد» لما فيه من رزق مضاعف، يمكّنها من شراء مستلزماتها للزفاف، دون أن تكون عبئاً على أسرتها.
ومن أجل هذا الرزق يحرص محمد كاريكا، صاحب مصنع حلوى، على تحويل نشاطه فى هذا الموسم، فهو كما يحكى باب رزق للآلاف من مختلف الفئات، بداية من العمال فى المصنع الذين تتضاعف أعدادهم ورواتبهم طوال الموسم، مروراً بالسائقين، وأصحاب المحال، والتجار، وأصحاب المصانع، لذلك فهو الموسم المنتظر بالنسبة لهم، يليه موسم شهر رمضان، حيث تصنيع العصائر وقمر الدين.
خارج أسوار المصانع يقف السيد محمود، حيث يترك مهنته الأساسية كسائق خلال الموسم، ويبيع حلوى المولد النبوى الشريف على فرشة، الفكرة التى جاءته بمحض الصدفة، فى أثناء نقله حلوى المولد العام الماضى من أحد المصانع إلى عدة محال وشوادر، وملاحظته لرزقها الوفير، فقرر عمل فرشة خلال الموسم ليُحقّق منها بعض الأرباح: «مستنى الموسم من نهاية السنة اللى فاتت، علشان أنصب فرشتى فى ميدان الحواتم بالفيوم فى شهر أغسطس اللى فات، وهاكمل لحد نص أكتوبر».
وبسبب ما جناه من أرباح، ينوى «السيد» تكرار التجربة العام المقبل، وحينما ينتهى الموسم، سيعود للعمل كسائق مرة أخرى.