عراقى يرسم مأساة الأيزيديين بالدم: "حياتنا كلها ألم"
رؤوس مقطوعة، جثث متناثرة، دماء فى كل مكان، هكذا جسّد الفنان العراقى، عمار سليم، مأساة الأقلية الأيزيدية التى ينتمى إليها، فى لوحات تشكيلية، ربما ينقل الفن إلى العالم ما يعانيه الأيزيديون على يد تنظيم «داعش»، الذى يمارس ضدهم جرائم إبادة جماعية. «أغلب الناس يقاتلون بالسلاح أو الكتابة أو الصحافة. أنا قررت أن أقاتل بالفن».. قالها «عمار»، الذى جمع فى شقته الصغيرة فى محافظة دهوك التابعة لإقليم كردستان فى شمال العراق، سلسلة لوحاته التذكارية التى حملت عنوان: «الإبادة الجماعية للأيزيدين».
استوحى «عمار» لوحته الأخيرة، التى بدت متميزة من اكتشاف مقبرة جماعية فى جبل سنجار، عبر مشاهد عدة، صورت جهادياً يقطع رأس رجل وآخر يحمل رأساً على فوهة بندقيته، فيما يلقى آخرون بجثث داخل خنادق تكدس بداخلها ضحايا آخرون.
كان «عمار» قد فر من بلدته، الموصل، تاركاً وراءه أعمالاً تقدر بـ70 ألف دولار، وكانت لوحاته فى الماضى تتحدث عن مشاهد مسرحيات أطفال وميكى ماوس، لكن بينها أخرى صورت الفترة المظلمة من تاريخ العراق: «عندما تكون حياتنا مستقرة، يمكن أن نصور الجمال، لكن عندما نكون تعساء، فعلينا أن نتحدث عما بداخلنا».
وهذه الفكرة هى ما جعل «عمار» يرسم إحدى لوحاته بعنوان: «غابة الجحيم»، وتصور طريقاً يؤدى إلى أحد أضرحة الأيزيدية، فيما امتدت أشجار على طول الطريق بهيئة نساء مقيدات بسلاسل يتطلعن إلى السماء فى ساعة الغروب، وغطت الشمس بلون الدم الأحمر: «حياتنا كلها ألم».