"أمن الدولة" جهاز بـ"7 أرواح".. و"إن دبلت الوردة ريحتها فيها"
«أمن الدولة يا أمن الدولة.. فين الأمن وفين الدولة»، أبرز الهتافات التى رددها المتظاهرون مع اندلاع ثورة 25 يناير، هتاف يعبر عن أحد أهم مطالب القوى السياسية والثورية حينذاك، فإلغاء «جهاز أمن الدولة» كان واحداً من المطالب المدرجة باللافتة الرئيسية بميدان التحرير خلال 18 يوماً للثورة، المطلب الذى تحوّل إلى استجابة مع تولى حكومة عصام شرف، ليصدر قرار بإلغائه فى 15 مارس 2011، لكن برغم الإلغاء، وما سبقه بعشرة أيام من اقتحام مقرى القاهرة والإسكندرية، فإن الجهاز «أبو سبع أرواح»، لا يزال تأثيره قائماً، واسمه حاضراً، وتسريباته مستمرة.
بين اسم «قسم المخصوص» الذى ظهر عام 1913، وكان يتبع الملك مباشرة دون أى ولاية من وزارة الداخلية، الذى تحوّل فيما بعد إلى «البوليس السياسى»، وصولاً لاسم «أمن الدولة»، الذى ظهر لأول مرة فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، واستمر حتى الآن، عاش الجهاز لأكثر من 100 عام.. بأكثر من اسم، وأكثر من دور، وأكثر من توصيف، وأكثر من علامة استفهام: هل كان جهازاً لأمن الدولة حقاً، أم لأمن النظام، أم سبباً فى الإطاحة به؟ وما السر وراء دوره المستمر رغم الاقتحام الذى تناقلته شاشات التليفزيون، والإلغاء الذى جرى بتوقيع من وزير الداخلية الأسبق منصور العيسوى؟
«أقوى جهاز أمنى بلا شك، وكان له دور عظيم فى اختراق الجماعات الدينية والتنظيمات الإرهابية وكشف مخططاتها، لكنه تعرض لحجم كبير من التشويه»، قال اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية، مؤكداً أن الجهاز كان أهم مصدر معلوماتى أمنى على مدار السنوات الماضية، وكثير من القضايا المطروحة على الساحة ما زالت تعتمد على كم المعلومات التى كانت متوافرة لديه، مضيفاً: «الإخوان حاولوا تشويهه، لإضعافه والتخلص منه، والضغط لإلغائه، لكن استعيد دوره مرة أخرى بعد 30 يونيو، لمواجهة خطر الإرهاب».
الدور الأمنى للجهاز الذى يعد محل إشادة من بعض المتخصصين وخبراء الأمن، يوازيه دور آخر سياسى وليس أمنياً، كان سبباً فى «سوء السمعة» التى لحقت به، بحسب أحمد فوزى الأمين العام لحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، «الجهاز كان بيتصنت على الحياة الشخصية، وينتهك الحقوق والحريات المنصوص عليها بالدستور»، مضيفاً أن التسريبات التى انتشرت مؤخراً، ولا تزال مستمرة، أبرز دليل على أن النشاط لم يتغير، و«اللى حصل عملية تجميل لجهاز لسَّه فيه الروح»، بحسب وصفه.