الجندي يروي ذكريات "رمضان زمان" لـ"الوطن": بدأت أصوم وأنا عندي 8 سنين
فنان مميز، صاحب رصيد محترم من الأعمال الدرامية، التي رسمت تاريخه الفني العريق، ومع بداية شهر رمضان، تحدثت "الوطن" مع الفنان محمود الجندي، الذي أطلق العنان لذاكرته، ليروي ذكرياته الكثيرة مع شهر رمضان، ويحكي تفاصيل خاصة عن علاقته وارتباطه بالشهر الكريم.
يقول الجندي: "مقدرش أنسى الزينة في الشوارع وفوانيس رمضان ولمة الأسرة على الفطار والسحور، والقيم الجميلة اللي كانت موجودة واتربينا كلنا عليها، رمضان حاليًا اختلف عن رمضان زمان في حاجات كتير، وتجمع الأسرة على الإفطار والسحور بقى مش موجود".
يضيف الجندي، في حواره مع "الوطن": "الأسرة قلما تجتمع الآن، وكل إنسان أصبح يعيش حياته بمفرده، كما أن القيم والأخلاق لم تعد كما كانت، وزينة رمضان وإن كان البعض حريصًا عليها، إلا أنها لم تعد كما كانت في الماضي وتغيَّرت أشكالها".
يتذكر الجندي أول مسلسل قدمه في رمضان، وهو مسلسل "أبنائي الأعزاء.. شكرًا"، ويقول: "الناس عارفة المسلسل ده باسم (بابا عبده)، كان في رمضان سنة 1979 مع الفنان العظيم عبدالمنعم مدبولي، ويحيى الفخراني وفاروق الفيشاوي وصلاح السعدني وفردوس عبدالحميد وآثار الحكيم".
يتحدث الجندي عن الفرق بين رمضان زمان والآن في الأعمال الدرامية ويقول: "رمضان زمان كان فيه مسلسل واحد فقط معروف مؤلفه ومخرجه، كانت الأسرة تنتظر المسلسل وتجتمع حول التليفزيون لمشاهدته، أما الآن فهناك أعمال كثيرة جدًا، الكاتب بقى يكتب 5 حلقات ويختار بطل ليهم ويشوف منتج يمول المسلسل، والممثل بقى بيتعاقد على العمل من غير ما يكون لسه كتابته مكتملة، صحيح زمان كنا بنصور الحلقة اللي هتتذاع قبلها بيوم واحد، لكن كان السيناريو مكتمل كله وقرأناه قبل ما نشتغل، إنما دلوقتي المنتجين هما اللي خلقوا الموسم عشان الفلوس".
"بابا عبده" هو اسم للمسلسل الذي استمر الجندي في تصويره حتى آخر يوم في رمضان، وعن ذكريات المسلسل يقول: "كنا بنصور الحلقة وتتذاع تاني يوم، لأن إمكانيات التليفزيون زي (الجرافيك) و(المونتاج) كانت بسيطة وقتها مش زي دلوقتي، وكان فريق عمل المسلسل عبارة عن أسرة واحدة، كنا بنفطر ونتسحر مع بعض في لوكيشن التصوير".
الأكلات البسيطة هي المفضلة لقلب الفنان القدير، "الفول" بجميع أشكاله هو بطل مائدة سحوره، وعلى الإفطار يفضل "قمر الدين" كمشروب قبل الفطار، و"السلطة" و"البط"، ولا أحب "المحشي"، يقول: "مبحبش أفطر بره البيت في رمضان نهائي، لأن عندي طقوس خاصة على الفطار وبحب أكون براحتي، لكن بعزم أصدقائي عندي في البيت".
أول مرة يصوم فيها الجندي كان عمره 8 سنين، وعنها يحكي: "بدأت أصوم من نفسي من غير ما حد يطلب مني، لأن البيت والشارع كان كله كده، كان الدين والقيم موجود عندنا، وكنا بنروح الكتاب من سن 4 و5 سنين عشان نحفظ القرآن".
يروي الجندي ذكرياته عن مسلسل "بابا عبده"، يقول: "أثناء التصوير اضطرينا نفطر في الصيام، كنا بنصور والفجر جه علينا وإحنا بنعمل مشهد كان فيه (فطار الصبح)، وكان لازم المشهد يتصور لأن الحلقة كانت بتتصور وتتذاع تاني يوم على طول، فاضطرينا كلنا نفطر اليوم ده".
في نهاية حديثه، وجَّه الجندي رسالة إلى الجمهور: "كل سنة وانتم طيبين، وربنا يعود علينا وعليكم الأيام بخير، وأقولهم كمان متقبلوش بأي حاجة ومتخلوش المنتجين وصناع الدراما يفرضوا عليكم مسلسلات بعيدة عن القيم والعادات بتاعتكم، ولازم تجبروهم على احترام ذوقكم انتم، وربنا يعينكم على الأيام اللي بنعيشها".