"عماد" من حبه في مهنته عمل "أنضف تاكسي في مصر"
دقت الساعة تنبيها في العاشرة صباحًا، جعل عماد سامي ينهي ترتيب عربته "التاكسي" أسفل منزله بمنطقة عين شمس، ليبدأ رحلته اليومية بين مناطق القاهرة، رائحة عطرة انبعثت من أحد الزجاجات في العربة، درجة حرارة تجعل الزبائن منعمة، بموسيقى هادئة بدء التجول في الشوارع، حالة زهول ارتسمت وجهه، عندما لاحظ عدد من الناس تبتسم آليه وهي مشيرة تجاهه، لم يجد لها تفسيرًا إلا عندما أستوقفه أحدهم قائلًا: "صورك مالية الإنترنت، أنضف تاكسي في مصر".
بكلمات "أنضف تاكسي في مصر" سطرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر أحد الزبائن لقصة "تاكسي عماد"، الذي شهد زهولًا من الجميع، فأخذوا يتبادلون مواقفهم مع سائقي التاكسي، الموقف الذي لم يجد ردًا عند عماد، صاحب الـ31 عامًا، إلا تأكيد ما يفعله يوميًا وكأنه شيء اعتيادي ويجب على الجميع اعتياده "المعطرات أساسية عشان الريحة الحلوة، ودرجة الحرارة أظبطها لا هي حر ولا برد عشان الزبون يكون مرتاح، والجل المطهر عشان تبادل الفلوس والبكتريا تروح من إيدي"، راحة نفسية تنتاب كل "الزبائن" لم يكن دافعها النظافة والعطر فقط.
وإنما أضيف عليها الأسلوب الراقي، الذي يتعامل به عماد، بالرغم من تخرجه بدبلوم صنايع قسم الخراطة، "طريقة الكلام والسواقة الهادية بنظام أقل حاجه نقدمها، عشان نوصل مشوارنا براحة وسلام".
مهنة تعلمها من والده الذي كان يعمل سائق بأحد الشركات الخاصة بالنقل الثقيل، فتعلم منه الهدوء والالتزام، ما جعله يتعلمها في عامه الـ15، فبعد أن كان يعمل سائقًا على أحد العربات للخدمات الخاصة، استطاع الحصول على تاكسي خاص به بالقسط "اشتريته قسط من سنة وربنا يقدرني على سداده، أنا بحب المهنة وكل ما هحبها هلاقي منها الجديد، وهبقى شاطر فيها".