من بن لادن إلى الملا عمر.. شخصيات ماتت أكثر من مرة
لم تكن تلك القيادات مصدر حيرة لعالم كله فقط لما نسب لها من أعمال إرهابية فى حق البشرية، والاتهامات العديدة التي لحقت بهم من الأجهزة الاستخباراتية العالمية، وإنما لأن أخبار وفاتهم انتشرت كالنار في الهشيم، وكان مصيرها إما النفي لمراتٍ عديدة ووصف تلك الأنباء بأنها شائعات، أو تأكيد يكتب كلمة النهاية لتلك القادة.
"الملا عمر "، زعيم حركة طالبان، كان على رأس تلك القادة الذين لحق بهم نبأ الوفاة لأكثر من مرة، فما إن خرجت الشائعات التي تفيد بتفاصيل مقتله عام 2011، حتى نفت حركة طالبان بشكل قاطع ما تردد عن وفاة زعيمها، ثم جاءت وسائل الإعلام العالمية، اليوم، لتعيد الكرة مرة أخرى وتعلن مقتل الملا عمر، لترد الحكومة الأفغانية مؤكدة موت الملا عمر قبل عامين من الآن.
الشيخ أسامة بن لادن مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، لم يكن أقل حظا من الملا عمر في عدد أخبار وفاته، فقد أثيرت العديد من الشائعات حول مقتل بن لادن بدأت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، إلى أن طالعتنا الصحف العالمية عن قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فجر 2 مايو 2011 في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة، فى الوقت الذى أكد فيه رئيس جهاز المخابرات الباكستانية، أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، توفي بشكل طبيعي عام 2005، وليس في غارة البحرية الأمريكية على أحد المنازل، في منطقة أبوت أباد، كما زعمت الإدارة الأمريكية.
"صدام حسين"، الرئيس الأسبق للعراق لم ينج من شائعات الوفاة، إلا أن الأغرب كان وصف البعض لحكم الإعدام الذي تم تنفيذه بحقه في ديسمبر 2006 على أنه "شائعة"، حيث تم تسرب عدة مكالمات هاتفية منسوبة للرئيس الأسبق صدام حسين مع حسن العلوي بتاريخ 26 إبريل 2011، يؤكد فيها أنه ما زال على قيد الحياة، وأن الشخص الذي تم إعدامه مجرد "شبيه"، إلى جانب عدة مؤلفات تدعي عدم وفاة صدام حسين منها كتاب "صدام حسين لم يعدم" للكاتب أنيس الدغيدى والذي تم نشره في عام 2007.
أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، تناولته بعض الصحف بأنباء عن مقتله فى غارة شنتها القوات الأمريكية في 6 سبتمبر 2014، إلا أن صحفا أخرى أعادت ذات النبأ، عقب شهرين فقط من سابقه، وأكدت مقتل "البغدادي"، إثر غارة شنتها طائرات التحالف الدولي.
القيادي بولاية سيناء كمال علام، كان مادة لبعض التقارير الإخبارية والأمنية التي تحدثت عن وفاته، حيث خرجت الداخلية المصرية في يناير 2014، لتعلن أخبارًا عن مقتل الإرهابي كمال علام في شبه جزيرة سيناء، قبل أن تعود ذات الوزارة في فبراير 2015 لتعلن عن مقتل كمال علام قائد الجناح العسكرى لتنظيم بيت المقدس.
شادى المنيعي، زعيم أنصار بيت المقدس، كان آخر من تناولتهم شائعات الوفاة لمرات عديدة، حيث خرجت الصحف في مايو 2014، لتعلن مقتل شادى المنيعى زعيم بيت المقدس خلال ضربه للقوات المسلحة فى سيناء، قبل أن تعلن الحكومة المصرية بعدها بشهر عن وفاة شادى المنيعى زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي.