"ديفيد" شاب ألمانى في رحلة من القاهرة إلى الإسماعيلية لمشاهدة القناة
نصف ابتسامة ترتسم على وجه الشاب الألمانى، وهو يلاحق إحدى السفن العابرة لقناة السويس بالكاميرا، تكتمل الابتسامة وهو يسترجع نظرته لعبور السفن، التى يصفها بأنها «أطنان من الدولارات تسبح فى الماء»، شىء مبهر دفع «ديفيد موللر» لزيارة قناة السويس، دون أن يصطحب أحداً. يدرس الشاب الألمانى سياسة الشرق الأوسط منذ أن كان فى ألمانيا، وقد وفد إلى القاهرة فى منحة تستغرق 10 شهور، أصر فى أولها على دراسة اللغة العربية الفصحى، وبعدها انضم كباحث متدرب لمركز دراسات سياسية، وأجرى دراسة عن اللاجئين السوريين فى مصر. الدراسة، والبحث السياسى لم يثنيا «ديفيد» عن زيارة القناة التى شاهد عنها فيلماً وثائقياً عرض أهمية القناة بالنسبة للمصريين، «أهمية القناة ترجع لسببين: أنها مصدر دخل اقتصادى مهم، وأنها رمز لاستقلال المصريين» يوضح الألمانى الشاب. وقد اختار «ديفيد» دراسة سياسة منطقة الشرق الأوسط لأنها «أكثر إثارة وتعقيداً مقارنة بسياسة ألمانيا، التى تقتصر على الناحية الاقتصادية وعلاقة ألمانيا بالاتحاد الأوروبى» يبرر «ديفيد». لم يسبق لـ«ديفيد» زيارة قناة السويس، التى وجدها مثلما توقع «مهمة، ومبهرة حيث يمر بها هذا العدد من السفن التى تحمل على متنها ملايين الدولارات». أطنان الدولارات التى تعبر قناة السويس ليست الشىء الوحيد الذى أبهر الزائر الألمانى، إذ أعجبته قبل ذلك المدن السياحية التى زارها مثل «دهب ومرسى مطروح». فى القناة، وبينما يوزع «ديفيد» ابتساماته البيضاء على الركاب، بحث بعينيه العسليتين وعدسته عن السفن المحملة بمئات الحاويات والتماثيل المستحدثة والقديمة على جانبى القناة، وعبارة «مرحباً بك فى مصر» التى اعتبرها موجهة لشخصه.
«أفضل ما شاهدته كان السفن، ويلى ذلك التماثيل التذكارية والمواقع الأثرية التى تعود لحرب أكتوبر التى قرأت عنها كثيراً ضمن قراءاتى عن تاريخ مصر»، زار «ديفيد» القناة القديمة فقط، ظناً منه أن القناة الجديدة لا تزال تحت الإنشاء «لم أعرف أن المشروع انتهى بهذه السرعة وأن المياه تجرى الآن فى المجرى الملاحى الجديد».