أهالى الجمالية فى وداع والدة الرئيس: «ست بـ100 راجل»
أهالى الجمالية فى وداع والدة الرئيس: «ست بـ100 راجل»
الحزن سيطر على أهالى الجمالية بعد وفاة والدة الرئيس
«الحاج محمد»: كان حلمها تشوف أولادها «قد الدنيا».. و«أحمد»: كانت تقدم مساعدات مالية لوالدتى
سيطرت حالة من الحزن على شارع الخرنفش بحى الجمالية بعد سماع نبأ وفاة والدة الرئيس عبدالفتاح السيسى، على الرغم من مغادرة الأسرة للحى قبل أكثر من ثلاثين عاماً.
وبملامح حزينة وصوت خافت، يقول الحاج محمد إبراهيم الأسود «46 سنة»، ويقطن بجوار العمارة المتهالكة التى كانت تسكن فيها أسرة الرئيس ويدير مصنعاً ملاصقاً للعمارة: «أهالى المنطقة كلهم زعلانين على رحيل الحاجة رغم مرور سنين طويلة على انتقالها من الحى عام 1984.. وكل اللى هقدر أقوله عن الست العظيمة دى إنها كانت بمية راجل وأم للجميع، لأنها من الناس الكبيرة البركة والبشوشة»، ويتابع الحاج محمد بصوت حزين: «أنا مش هقول غير إنها كانت ست طيبة وبركة وأنجبت ثلاثة أولاد كلهم فى قمة التواضع والبساطة وعلمتهم وربتهم أحسن تربية، ورغم ثراء العائلة وشهرتها، فإن ذلك لم يمنعهم من التواصل مع أبناء الحى حتى قبل أسابيع من الوفاة المفجعة».
ويضيف «محمد»: «أسرة الريس معروف عنها إنها بتمد إيديها لكل أهالى المنطقة وما بيتأخروش فى المساعدة عن أى حد يقصدهم، أما عن الأم فإنها كانت حريصة جداً على تعليم أولادها وكان حلمها تشوفهم قد الدنيا، والحمد لله إن ربنا حقق أملها وما خذلهاش، فالابن الأكبر أحمد مستشار ونائب لرئيس محكمة النقض، ويليه الرئيس السيسى، وكانت والدته فى قمة السعادة بعد وصول نجلها لمنصب الرئيس».
وعلى عتبات السلم الرخامى القديم المؤدى للدور الرابع حيث كانت تقطن الأسرة، يتوقف الحاج محمد ويقول: «الحاجة كانت حريصة على فعل الخير وما بتبخلش باللى فى إيديها على أى حد، وفيه حكايات كتير يرويها أهالى الحى عن خيرها، ربنا يرحمها»، ويعود «محمد» ليؤكد: «الحاجة كانت فى منتهى البساطة والطيبة، اللى زرعتها فى أولادها، حتى إن كل أفراد العائلة بيقفوا جنبنا فى كل حاجه وما بيتأخروش عن مساعدتنا، وأبنائها كانوا بارين بيها وتحت رجليها خلال الأيام الأخيرة بمن فيهم الرئيس».
وإلى جوار الحاج محمد يقف شقيقه الأصغر «أحمد»، 38 سنة، الذى أكد أنه رغم حداثة سنه فإنه كان دائم التردد والسؤال عن والدة الرئيس، وخصوصاً فى الفترة الأخيرة، لأنها كانت مريضة، مشيراً إلى أن الحاجة «كانت ست طيبة وما بيفتهاش الخير لحد آخر نفَس، فالمساعدات التى كانت تقدمها لأهالى الحى وهى كثيرة، كانت تغلفها دائماً بقولها: اعمل الخير وارميه فى البحر».
وأشار «أحمد» إلى أن والدة «الرئيس كانت بسيطة جداً، واختصرت أحلامها الدنيوية فى تعليم أولادها، من البنات والبنين، وتربيتهم أحسن تربية، وقد أسعدها الحظ برؤية ثمرة تعبها وجهدها وطَلَعت ولادها كلهم متعلمين»، ويتوقف قليلاً عن الكلام ثم يستأنف: «التواضع اللى عند الأولاد كان عند والدتهم وهى اللى غذت المعنى ده فيهم».
وعلى رأس الشارع المفضى للمنزل تقع قهوة «حصان»، حيث التقينا صاحبها أحمد خالد، 50 سنة، وأحد أبناء المنطقة، الذى ترقرقت الدموع فى عينيه وهو يتحدث لـ«الوطن»: «والدة الرئيس السيسى ما شُفتهاش من مدة بس كانت بتدى روح للمنطقة، وكانت ست ودودة ومحبة للحياة وخدومة للصغير قبل الكبير، ورغم أنها من عيلة ثرية ما كنتش بتتعالى أبداً على حد، ولا أحد من أبنائها»، ويؤكد «أحمد» أن أياً من أهالى المنطقة لا يملك إلا أن يبكى الفقيدة: «سيدات زمان كان ليهم كرامات وتحس إن البركة مقرونة بالبيت كده، وده كان متوفر، ووالدتى كانت بتتردد عليهم طلباً لمساعدة مالية، أو إذا كان عندها مشكلة ترغب فى حلها».
وغادرنا الحى القديم وتركنا سكانه يجهزون لإقامة سرادقات العزاء بالمنطقة حزناً على فقدان والدة الرئيس السيسى التى يرون فيها مثالاً للطيبة والتواضع وحب الخير للناس، خصوصاً أن بعض الأقارب وأبناء عمومة الرئيس ما زالوا يقطنون بالحى حتى هذه اللحظة.