ضحايا «كازينو الجزيرة».. كسر من أول «قفزة»
ضحايا «كازينو الجزيرة».. كسر من أول «قفزة»
محاولة إسعاف أحد مصطافى بورسعيد
ضحك ولعب وفرحة على شاطئ الياسمين ببورسعيد، سرعان ما تتحول إلى صراخ وبكاء وعويل، فعدد ليس بقليل من مصطافى بورسعيد لا يعلمون أن القفز من فوق «كازينو الجزيرة» المهجور يؤدى إلى الإصابة بكسور شديدة ربما تؤدى إلى الموت، بسبب قرب الكازينو العائم من سطح الأرض، ما يؤدى إلى حدوث إصابات بشكل يومى خلال فصل الصيف.
«الزوار من خارج بورسعيد ما يعرفوش إن مفيش عمق للمية تحت الكازينو، بينطوا من أعلى الكازينو فبيتخبطوا فى الأرض وبتحصل كوارث، خاصة الأيام اللى الميه بتكون فيها قليلة»، قالها عمرو الحريرى، أحد مواطنى بورسعيد، مؤكداً وقوع إصابات عديدة خطرة، بعضها وصل إلى الشلل، حيث وقع أحد الأشخاص على رأسه، لافتاً إلى أن المنطقة خالية من فرد أمن واحد يمنع الزوار من القفز ويشرح لهم طبيعة المكان: «ده مفيش لافتة تحذر الناس من القفز فى المنطقة دى وحتى لما حد بيقع مصاب مبنلقيش عربية إسعاف تنقله».
3 أو 4 حالات أسبوعياً وأحياناً يزيد، هو متوسط عدد الإصابات بين أطفال وشباب تتراوح أعمارهم بين 10 و25 عاماً، وهو ما حاول بعض شباب بورسعيد إيصاله للمسئولين لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، «أكتر المصابين من الغرباء عن المدينة، ناس طلعت تنط حصلها كسور، وركبت مسامير وشرائح»، قالها «جابر محمد»، مؤجر شماسى منذ أكثر من 30 عاماً بشاطئ الياسمين، مؤكداً أنه شاهد حوادث عدة تصل إلى 6 حالات أسبوعياً، تبدلت ضحكاتهم إلى حزن وألم. حمل «جابر» العديد منهم، وحاول إسعافهم، وشارك مع بعض الشباب فى وضع لافتة تحذيرية، لكنه يرى أنها لا تكفى: «أنا بقيت أصور الإصابات وأنشرها على أمل إن الناس تعرف ومتطلعش هنا مفيش فايدة».
«أكثر من 500 إصابة تقريباً الصيف ده فقط وهى أكتر سنة حصلت فيها إصابات دون وجود رقابة، وأغلبها بتكون إصابات فى الرقبة وكسور فى القدم»، قالتها «أمنية أبوزيد»، إحدى مواطنات بورسعيد، وشاهدة عيان على الكثير من الإصابات، مؤكدة أن أغلب الإصابات من 14 إلى 16 عاماً: «أطفال عايزين يفرحوا ويلعبوا وعشان نمنع عنهم الخطر لازم فرد أمن يكون واقف عند الكازينو، يعنى مكان مصروف عليه ملايين وبعدين بقى مهجور، ومش قادرين يعينوا فرد أمن فى المكان»، مؤكدة أن الارتفاع الذى يقفز منه الأطفال والشباب يساوى 7 أمتار، بينما عمق المياه يساوى نصف متر فقط.