من "سقارة" لـ"سخم كا".. وقائع أثارت الجدل في عهد "الدماطي"
من "سقارة" لـ"سخم كا".. وقائع أثارت الجدل في عهد الدماطي
ممدوح الدماطي
تمر وزارة الآثار، منذ إسنادها إلى الدكتور ممدوح الدماطي، بعدد من الأزمات التي طفت على السطح وتناولتها وسائل الإعلام، وأثير الجدل حولها فترة كبيرة، وكان آخرها، عرض تمثال "سخم كا" للبيع في متحف بريطاني.
وترصد "الوطن" أبرز الأزمات التي مرت بها الوزارة، في عهد "الدماطي":
البداية كانت في سبتمبر من عام 2014، عندما أكّد الدكتور نور الدين عبدالصمد، مدير عام التوثيق الأثري بوزارة الآثار، أنّ هرم سقارة مُهدّد بالانهيار؛ نتيجة عمليات الترميم، التي غيرّت من شكل الهرم.
وفي ديسمبر من نفس العام، أعلن "الدماطي"، أن مديونية الوزارة تبلغ 2.8 مليار جنيه، وقال: "إحنا بنستلف". وفي يناير الماضي، أعلن وصول مديونية الوزارة إلى 3.5 مليار جنيه.
ونشرت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، في يناير، تقريرًا حول سقوط ذقن قناع "توت عنخ آمون"، وإعادة لصقها بشكل متسرع بمادة "الإيبوكسي" غير الملائمة، والتي أحدثت ضررًا غير قابل للإصلاح، ودللت الوكالة على صحة تقريرها بنشر صورة مؤرخة بتاريخ 12 أغسطس 2014 التقطتها مصوّرة بالوكالة، وتظهر عمال الترميم وهم يعيدون لصق ذقن القناع، وخرج بعدها "الدماطي"، وقال إنّ بعض الصحف والمواقع تداولت صورًا خاطئة أخذتها عن مواقع التواصل الاجتماعي بعد التلاعب بها بالفوتوشوب، موضحًا أنه كلّف أحد الخبراء الألمان الموجودين بمصر بتقديم تقرير حول الواقعة ونفى فيه تعرض التمثال لأي تشويه عقب ترميمه.
وأعلن "الدماطي"، في يناير الماضي أيضًا، أن هناك 50 مشروعًا لترميم المتاحف والمناطق الأثرية بمختلف المحافظات توقف العمل بها لعدم توافر الموارد المالية اللازمة؛ نتيجة انخفاض إيرادات السياحة منذ يناير عام 2011، والتي كانت تقدر بنحو مليار و300 مليون جنيه، ومن أبرز تلك المشروعات المتوقفة؛ ترميم المتحفين اليوناني والروماني بالإسكندرية، ومتحفي ملوي وشرم الشيخ، والذي توقف العمل بهما لمدد تتراوح بين عامين و7 أعوام.
وشهد مارس الماضي، القبض على رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، بتهمة طلب الرشوة من شركة "موروس جروب" الفرنسية، لإرساء مشروع ترميم فتارين متحف الفن الإسلامي عليها بالأمر المباشر، وذلك مخالفة للقانون الذي كان يستوجب عليه الرجوع لقطاع المشروعات في هذا الأمر.
وفي أبريل الماضي، قرر المجلس الأعلى للآثار، زيادة أسعار تذاكر المناطق الأثرية للطلبة والمصريين، ما أثار غضب كثير من الأثريين، واعتبر الأثريون ذلك قضاء على السياحة الداخلية.
وأمرت نيابة الأموال العامة بجنوب القاهرة، في الشهر ذاته، برئاسة أشرف زيدان رئيس النيابة، بحبس رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار 15 يومًا على ذمة التحقيقات، لاتهامه بتقاضي مبلغ مالي 30 ألف يورو على سبيل الرشوة من رجل أعمال يوناني الجنسية، لتسهيل ترسية صيانة المومياوات الملكية بالمتحف المصري ومتحف الأقصر لشركة يونانية.
ومن الرشوة إلى الأفلام الإباحية، حيث أعلنت ممثلة "بورنو" أمريكية، عن تصوير فيلم إباحي في منطقة الأهرامات، مايو الماضي.
وقال كمال وحيد رئيس الإدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة، ومحمود عفيفي، القائم بأعمال رئيس قطاع الآثار المصرية، إنّ هناك أماكن داخل الأهرامات مترامية الأطراف، كالمنطقة التي التقطت فيها تلك الصور، وهذه المنطقة تخضع مباشرة في التأمين لشرطة السياحة والآثار، وأشارا خلال البيان الصادر عنهما، إلى أنه تم فتح تحقيق للوقوف على ملابسات هذه الواقعة.
وما هي إلا أيام، وانتشرت صور لعمليات نقل التماثيل ومقتنيات المتحف المصري من التحرير إلى مقر المتحف الكبير بالرماية، والتي أظهرت حمل العاملين للتمثال الواحد على الأكتاف، وهو ما يعكس الطرق البدائية المستخدمة في نقل الآثار، وقال مدير المتحف المصري، محمود الحلوجي، إنه لا يوجد أي شيء نُقل من المتحف بهذا الشكل، وذلك خلال تصريحات صحفية.
بعد مرور شهرين، هُرّب تمثال "سخم كا" خارج البلاد دون أي تحرك من قبل وزارة الآثار، وهو التمثال الفرعوني الذي يعود إلى 4 آلاف عام، قبل أن يُعرض للبيع في أحد المتاحف "نورثامبتون" البريطاني في أغسطس الماضي، وخرج الدماطي طالبًا جمع التبرعات من المصريين لشراء التمثال.