«الوطن».. قوته فى ناسه
«ربنا يستر».. لازمَ الدعاءُ ألسنةَ الجميع، من محررين، إلى قيادات مجلس تحرير، إلى قراء شاركوا «الوطن» فى كل انفراداتها، منذ أن انطلقت مغردة فى سماء صحافة ما بعد الثورة. قبل عام واحد من الآن كانت «الوطن» مجرد فكرة، ليس فى ذهن مؤسسيها وحدهم، لكن فى ذهن المواطن المصرى، الذى تصور أن «الوطن» الأصلى سينصلح حاله، لكن عاماً من الصدمات كان كافياً لأن تكون الجريدة «لسان حال لأوجاع الوطن».
دخلت الجريدة سباق المنافسة مع الصحف المصرية فى 29 أبريل 2012، قبل بدء معركة الانتخابات الرئاسية بأيام، وخلال عامها الأول، استطاعت أن تكون رقماً بين مبيعات الصحف، وأن تتصدرها فى أحيان كثيرة، حظيت خلال هذا العام -دون غيرها- بكثير من الانفرادات، جعلتها فى قلب كل مواطن، وصداعاً فى رأس كل مسئول طالته انفراداتها.
حرب مقدسة، حملت فيها «الوطن» سلاحاً استمدته من المهنة، خاضت به المواجهة مع كل رموز الفساد فى النظامين الحالى والسابق، مستمدة قوة غريبة من قارئها، بحيث أضحت الجريدة هدفاً لسهام الهجوم اللفظى، والاعتداء الإرهابى، من رافضين لتميُّزها، الذى وصل إلى تحريف اسمها إلى «الوثن»، واقتحامها ومحاولة إشعال النيران فيها، وتهديد صحفيّيها، فضلاً عما يثار من آن لآخر حول تجهيز جماعات للهجوم على «الوطن» والثأر من صحفييها فقط لأنهم «أعلوا كلمة الحق».
عدد من الأخطاء وقعت فيها الجريدة الوليدة، بحكم العادة تم التعامل معها مهنياً بنشر الردود والوثائق التى تؤكد ما يُنشر على صفحاتها، لم يكن هذا التعامل المهنى كافياً فى نظر البعض، ما حدا ببعض مراكز الدراسات المشبوهة والممولة من جماعات محظورة إلى إعداد تقارير غير مهنية تصف «الوطن» بالجريدة الكاذبة، وهو ما ردت عليه الجريدة فى حينه، بالوثائق والمستندات أيضاً.
استحدثت الجريدة الوليدة عدداً من الأشكال الصحفية ومناطق التفاعل مع المواطن، أحرزت سبقاً وقتها، سواء من خلال النسخة المطبوعة أو الموقع الإلكترونى، من بينها الملفات التفاعلية. وتحت الدعاء «ربنا يستر»، دأبت «الوطن» على تقديم ملفات خاصة تحمل التحليل والمعلومة، كان أكثرها جدلاً وإثارة للقضايا ضد الجريدة وصحفييها: «الوطن إذا تأخون» و«6 وجوه لمرسى و3 مسارات» والعدد الذى رد خلاله رسامو «الوطن» ومحرروها، على الرسوم المسيئة للرسول، وهو أول عدد من صحيفة مصرية تتم ترجمته إلى 4 لغات أجنبية أولها العبرية.
علاقة طردية جمعت «الوطن» والإخوان، كلما نشرت الجريدة انفراداً زاد احتقان الجماعة، لدرجة وصلت إلى حد التهديد المباشر، وزادت فى الوقت نفسه إشادات المتابعين، من إعلاميين ومواطنين. ورغم زيادة أسعار الصحف المصرية فى الفترة الأخيرة، فإن «الوطن» حافظت على خلطتها «خدمة أفضل بسعر أقل»، ولم تتأثر مبيعاتها بهذه الزيادة رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها البلاد، وهو ما فسره خبراء العمل الصحفى بخلطة «قوته فى ناسه».