«بهاء شعبان»: رفضنا استقالة «عبدالجليل» من «الوطنية للتغيير» وشكلنا وفداً لاستعادته
أكد القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير أحمد بهاء الدين شعبان، أن الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير، رفضت استقالة الدكتور عبدالجليل مصطفى، المنسق العام، وشكلت وفداً لإقناعه بالعدول عنها، مشيرا إلى أن خلافهم معه كان سياسياً، بعد أن رأوا أنه أعطى «مصداقية» للإخوان دون أن يأخذ منهم فى المقابل ضمانات كافية، حول موقف الجمعية من منسقها العام كان حوار «الوطن» التالى مع بهاء الدين شعبان:
* ماذا فعلت الجمعية تجاه الاستقالة التى تقدم بها المنسق العام؟
- عقدنا اجتماعاً للأمانة العامة للجمعية أمس، أكد خلاله المجتمعون احترامهم لشخصية الدكتور عبدالجليل مصطفى، وإصرارهم على عدم قبول استقالته، ليظل منسقاً عاماً لها، ولكنهم قرروا اختيارى لأقوم بمهامه لحين عودته، وعبروا عن ثقتهم فى نواياه ودوافعه، وتقرر تشكيل وفد من الأمانة العامة للجمعية، للقائه وتجديد الثقة فيه، والتمسك بالدور الهام الذى يلعبه فى قيادة «الوطنية للتغيير» الأمر الذى جعلها محل احترام، وتعبير عن الضمير العام.
* وهل تتوقع تراجعه عن الاستقالة؟
- أتمنى أن يعود، وسأكون أسعد الناس بذلك، وأنا واثق من أنه لن يرفض، بعد مطالبة جميع أعضاء الأمانة العامة بعودته، لاستكمال مسيرة الجمعية فى هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر، وسيضع فى الاعتبار ثقتهم فيه، خصوصاً أنه لم يتخل أبداً عن نداء الواجب.
* ولكن الدكتور عبدالجليل برر استقالته بأن بعض مواقف الجمعية مؤخرا لم تتفق مع قناعاته التى تعلى الصالح العام؟
- أعتقد أن هناك سوء تفاهم؛ لأن مواقف الجمعية الأخيرة دافعها الأساسى هو مصلحة الوطن، خصوصاً أن خلافنا الأخير مع المنسق العام، كان بسبب رؤيتنا أنه من الضرورى احترام حكم المحكمة الدستورية بحل البرلمان، كجزء من احترام مؤسسات الدولة، وأن يؤدى الرئيس المنتخب القسم أمامها، وهو ما حسمه الدكتور محمد مرسى نفسه بحلف اليمين أمامها، وحتى لو كان هناك خلاف، فبالتأكيد هو خلاف فى التقديرات السياسية، وهو أمر وارد، فى ظل تركيبة الجمعية التى تشبه الجبهة، وتضم أفكارا وتيارات مختلفة.
* المنسق العام المستقيل أشار إلى أنه اختار باستقالته أن يعلو على «الكراهية»، فهل كراهية الإخوان مسيطرة على
جانب من أعضاء الجمعية بالفعل؟
- هذا غير موجود على الإطلاق، فالجمعية الوطنية تبحث عن المصلحة الوطنية دائماً، ونحن حاولنا مئات المرات، أن نبحث عن مواقف مشتركة تجمعنا مع جماعة الإخوان المسلمين، ولكننا قابلنا منهم سلوكاً منظماً وممنهجاً لعدم الالتزام بأى شىء.
* لكن الإخوان كانوا جزءاً من «الوطنية للتغيير» وقاموا بأدوار مؤثرة داخلها؟
- الإخوان كانوا يلجأون للجمعية عندما يحتاجون مساندتها فى مواجهة الدولة، ثم يبتعدون عنها حين تتحقق «المنفعة»، وقد انسحبوا منها بعد الثورة، بعد أن وجدوا أن مصالحهم أقرب للمجلس العسكرى، وأن الطريق إليه ممهد، عندها تركوا الجمعية والميدان، واتهموا الثوار بكل نقيصة.
* البعض قال إن اليساريين بالجمعية كانوا وراء قرار استقالة الدكتور عبدالجليل؟
- غير صحيح على الإطلاق، فاليساريون فى الجمعية كانوا من أكثر المدافعين عن وجوده، ومحاولة الوقيعة بينه وبين اليسار أمر خبيث لن يفلح الساعون إليه.
* ألم يكن رد فعلكم مبالغاً فيه بعض الشىء إزاء اجتماع الدكتور عبدالجليل مع الدكتور مرسى، قبل إعلان فوزه، خصوصاً أن الأول أكد أنه ذهب بشكل شخصى؟
- الدكتور عبدالجليل ذهب إلى هذا اللقاء دون أن يضع الجمعية أو أياً من أعضائها فى الصورة، وباعتباره منسقاً لها، فإن أى موقف له ينسحب على الجمعية مباشرة، حتى لو كان موقفاً فردياً، ولكن فى النهاية نحن لم نتصرف بشكل مخالف، وما حدث هو أننا اجتمعنا وقلنا إننا مختلفون، ولم نخن أحداً، وأظن أن الدكتور عبدالجليل نفسه، بما عهدنا من سعة صدر لا يرفض التعبير عن وجهات النظر.
* ألم يكن لاجتماع المنسق العام للجمعية مع الدكتور مرسى أى إيجابيات من وجهة نظرك؟
- علينا أن نسأل أنفسنا ماذا قدم مرسى من وعود، فالجمعية التأسيسية ما زالت مستمرة وتتحرك باعتبارها شرعية، رغم وجود الكثير من الأخطاء فيها، والبعض يتوقع أن يسيطر الإخوان والسلفيون على معظم المقاعد الوزارية فى الحكومة الجديدة، ومشاركة الدكتور عبدالجليل فى الاجتماع أعطت الإخوان نوعاً من المصداقية، دون أن يحصل منهم على ضمانات، وكنت أفضل الانتظار إلى أن يقدم «مرسى» شيئاً ملموساً، فالسياسة ليس بها تعهدات كلامية، ولا تعرف إلا الأفعال، وهذا ما تعلمناه من نظام مبارك.