«أوباما» يتراجع: عزل «مرسى» جاء استجابة لمطلب الملايين
قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس: إن الرئيس المعزول محمد مرسى انتُخب بشكل ديمقراطى، لكنه لم يستطِع أن يحكم كما يجب.
وأضاف: «لم نتدخل فى مصر وبقينا على الحياد، وسنحافظ على علاقتنا مع الحكومة المؤقتة هناك». وأكد «أوباما»، الذى كان أكبر الداعمين لـ«الإخوان»، أن المعزول «مرسى» عجز فعلياً عن حكم مصر، مشيراً إلى أن البلاد عانت كثيراً فى التحول إلى الديمقراطية، موضحاً أن تقديم الدعم العسكرى الأمريكى للقاهرة يتوقف على تقدم البلاد نحو الديمقراطية. وأضاف أوباما: «إن الولايات المتحدة والعالم بأسره شعروا بصدمة إزاء سرعة التحول فى كل من مصر وتونس، وذلك بعد أن كانت ثورتاهما مبعث أمل للجميع»، مضيفاً أن الولايات المتحدة اختارت أن تدعم أولئك الذين طالبوا بالتغيير، ولذلك جاء عزل «مرسى» استجابة لمطلب الملايين من أبناء الشعب المصرى الذى وجد أن ثورته تتخذ منحى خاطئاً. وأشار إلى أن المجتمعات المبنية على أسس من الديمقراطية والانفتاح والكرامة الإنسانية تكون أكثر استقراراً وازدهاراً وسلماً، مطالباً السلطة المصرية الحالية باتخاذ قرارات فى إطار الديمقراطية. وانتقد «أوباما» فرض حالة الطوارئ فى مصر، وكذلك فرض قيود على الصحافة ومنظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية، مستنكراً ما وصفه بالهجمة التى تم شنها ضد الولايات المتحدة فيما يتعلق بالشأن المصرى، حيث تم اتهامها بأنها تدعم جماعة الإخوان المسلمين، وفى نفس الوقت يتم اتهامها بالتخطيط للإطاحة بها من الحكم.
وأكد أن الولايات المتحدة اختارت ألا تنحاز إلى فصيل بعينه فى مصر، وأنها لا ترغب إلا فى أن تكون هناك حكومة مصرية ترضى تطلعات الشعب المصرى وتحافظ على الحقوق والحريات، وهو ما يشكل بؤرة اهتمامها فى الوقت الراهن.
وقال «أوباما»: إن المجتمع الدولى يجب أن ينفذ الحظر على الأسلحة الكيماوية فى سوريا، مضيفاً أن «الأسد» سيواجه عواقب إذا أخل بنزع سلاحه الكيماوى. وأوضح أنه يجب على مجلس الأمن الدولى أن يوافق على قرار قوى لضمان وفاء سوريا بالتزاماتها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستقدم 340 مليون دولار أخرى كمساعدة إنسانية لسوريا، وحثَّ الدول الأخرى على المساهمة. وقال «أوباما» إن «ردنا لم يتناسب مع حجم التحدى فى سوريا»، مشيراً إلى أنه عندما قرر توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد كان ذلك انطلاقاً من المصالح القومية الأمريكية والمصالح العالمية. وأضاف أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام كل عناصر القوة الأمريكية، ومنها العسكرية، لتأمين مصالحها فى الشرق الأوسط.