عساف ياجوري.. استخف بالمصريين فوقع في الأسر
دبابات متراصة بثقة تستمدها من ثقة جنودها، فالنصر لهم لا محالة، أمام الاقتناع التام بضعف المصريين وسرعة انهيارهم وغبائهم الذي طالما تيقن منه الجانب الإسرائيلي، دقائق معدودة حتى انقلب الوضع رأسا على عقب، وصوب المصريون نيران صدورهم الملتهبة بالثأر قبل نيران أسلحتهم تجاه الدبابات الاسرائيلية التي انفجر معظمهما، صراخ الجنود يسبق قفزهم محاولين الهرب من الدبابات المصرية وجنودها.
بضع دقائق من الهدوء تكشف عن سقوط معظم جنود الجانب الإسرائيلي، والآخرين يحاولون الفرار أو الاختباء خلف تلال الرمال الصغيرة، وعند تفقد الجنود المصريين للبحث عنهم، ظهر أحدهم يصيح قبل أسره على يد العميد يسري عمارة إنه عساف ياجوري قائد كتيبة المدرعات الإسرائيلية في حرب 73.
عساف ياجوري هو أشهر أسير إسرائيلي خلال حرب أكتوبر، ولد في 13 فبراير عام 1931 في كيبوتس ياجور في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، بدأ جنديا إسرائيليا، وشارك في حرب أكتوبر حيث كان قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلي، وكان يتبع سلاح المدرعات ومهمته صد هجوم القوات المصرية في القطاع الجنوبي، إلا أنه اعتقل من قبل الجيش المصري وتم الإفراج عنه بعد 46 يوما خلال عملية لتبادل الأسرى.
انضم إلى حركة من أجل التغيير الديمقراطي عام 1977، وانتخب عضوا في الكنيست على قائمة الحزب في الانتخابات، ثم انشق عن الحزب وانضم لآخر، إلا أنه خسر مقعده في انتخابات عام 1981، وتوفى ياجوري عام 2000 عن عمر ناهز 69 عاما.
دون ياجوري مذكراته عن حرب أكتوبر بصحيفة معاريف الإسرائيلية، وكشف عن رؤيته لطبيعة المصريين الضعيفة في تماسكهم وسرعة انهيارهم، وسيكون استهداف دبابات المصريين صيدا سهلا بالنسبة لهم، وعند وقوعه ومن معه في قبضة الجيش المصري، ظن أنهم سيقتلونهم، ويقول إنه أشد الأيام كآبة وأكثرها إحباطا.
وأشاد ياجوري بمعاملة الجنود المصريين معه، الذين لمحوا له بما جرى للمصريين في حرب 1967 ومع ذلك يعاملونه معاملة طيبة، وتم تسجيل لقاء لإذاعة القاهرة الناطقة بالعبرية، وتم تنظيم عدة رحلات له خلال فترة أسره إلى الأهرام وفندق هيلتون.