«يوسف» بروحين: مبرمج فى الدراسة ويبيع الموبايلات فى الإجازة
يوسف
داخل أحد محال الهواتف المحمولة بمدينة الغردقة، كان أحمد حربى، أستاذ الرياضيات بمدرسة الميناء الإعدادية يبحث فى محال الهواتف المحمولة عن واحد لابنه، هكذا دلف أخيراً إلى ذلك المحل ليفاجأ بتلميذه يوسف ناصر، الصغير البالغ من العمر 15 عاماً، يقف خلف «الفاترينة» كبائع للهواتف المحمولة. لم يكد الصغير يرى أستاذه، حتى سارع إليه ليحتضنه ويقبله مُرحباً به فى المحل الذى يعمل به «لن أنسى ابتسامته حين رآنى، أحسست بمشاعره دون أن ينطق كلمة، حينها أحسست بقيمة العلاقة الطيبة بين الأستاذ وطلابه، وأدركت قيمة المعلم حين يخلص لطلابه فيخلصون له، الأمر أبعد من مجرد علاقة داخل المدرسة، لكنها علاقة أبدية تبقى برغم ارتقاء الطالب فى مراحله الدراسية».
عثر على المعنى الحقيقى للعلاقة بين «الطالب والأستاذ»
وجود «يوسف»، الطفل الذى يشتهر فى مدرسته بالتفوق والاجتهاد، كان مفاجأة بالنسبة للمدرس، «يوسف بيعلم زمايله البرمجة، وكان مسئول عن مشاريع نفذها 60 طالب فى المدرسة بين تصميم مواقع، وألعاب، غير إنه أمين المدرسة ومثال للطالب المتفوق» يتحدث الأستاذ فيما يتذكر «يوسف» كيف بدأ كل شىء فى الصف الثانى الإعدادى، حين شعر بأن محتوى كتاب الكومبيوتر غير كافٍ بالنسبة له، فبدأ فى مطالعة المزيد من مواقع الإنترنت التى ساعدته على التطور، بمساندة أستاذة منار، مدرسة الكومبيوتر التى لم تبخل عليه بمعلومات.
ويقول «يوسف» «أنا بشتغل هنا عشان أسلّى وقتى فى الإجازة وأتعلم حاجة جديدة، بابا الحمد لله مدير فى شركة مصر للطيران، ومش مخلّينى محتاج حاجة، بس أنا اللى حابب مطلبش من حد فلوس».