فرَّقتهم «هوجة الربيع العربى» وجمعهم التعليم.. يمنى وسورى يواجهان الحرب بـ«العلم»
حسان
فرضت عليهما ظروف الحرب والتدمير والخراب التى حلت ببلديهما بعد «هوجة الربيع العربى» أن يحملا على عاتقهما هموم تعليم أبناء جاليتيهما الذين فروا إلى مصر من نار الحرب، أحدهما يدرس المناهج المصرية لأبناء جاليته السورية، بعدما قررت وزارة التربية والتعليم فى مصر معاملتهم معاملة المصريين، والآخر يدرس مناهج التعليم فى بلاده بالتنسيق مع السفارة اليمنية بمصر. مع انطلاق فعاليات العام الدراسى الجديد، روى اليمنى جلال منور، مدرس الكيمياء والأحياء فى المدرسة اليمنية الدولية بالقاهرة، تجربته فى التدريس لأبناء الجالية اليمنية فى مصر، بعد تأسيس هذه المدرسة، التى صارت منبراً يشرح منه للطلاب بتصريح من السفارة فى مصر، مستبشراً بالخطوات التى تبذل بالتنسيق مع الحكومة المصرية، لتفعيل أكثر من مدرسة خلال العام الدراسى الحالى.
«منور» شرح لـ«الوطن»، تفاصيل النظام التعليمى بالمدرسة اليمنية، التى تجمع أبناء الجالية، قائلاً: «المدرسة بها قسمان الأول خاص للدراسة باللغة العربية والثانى تدرس فيه المناهج باللغة الإنجليزية»، مشيراً إلى أن عدد الطلاب فى المدرسة خلال العام الماضى كان نحو 600 طالب، يدرسون المناهج اليمنية بالتنسيق مع السفارة اليمنية بمصر وتحت إشرافها.
وتابع أن المدرسة توسعت خلال العام الدراسى الحالى عن الأعوام السابقة، بعد أن ضمت الهيئة الإدارية للمدرسة يمنيين مقيمين فى مصر، وهم أشخاص من ذوى الخبرة فى مجال التعليم وإدارة المؤسسات التعليمية، لتجمع المدرسة معلمى وطلاب اليمن على قلب رجل واحد لإعداد نشء يفيد بلده، ويعود إليها ويعمرها فى المستقبل بعد أن تضع الحرب أوزارها.
«منور»: نجهز أبناءنا لتعمير اليمن.. و«حسان»: ندرس المناهج المصرية على الطريقة السورية
السورى حسان حمدى، حمل على عاتقه تعليم أبناء الجالية السورية المقيمين بمدينة السادس من أكتوبر، فحصل على التصاريح اللازمة لإنشاء مدرسة أو «سنتر تعليمى» منذ 5 سنوات، يساعد الطلاب على المذاكرة والنجاح فى دراستهم، مشيراً إلى أنها ليست مدرسة بالمعنى المعروف من حيث مبانٍ ضخمة وعدد طلاب، لكنها عبارة عن مركز تعليمى. المركز، الذى أسسه «حسان»، ليس مقصوراً على الطلاب السوريين فقط، ولكنه يشمل طلاباً عراقيين ولبنانيين، لكن بحكم الروابط الاجتماعية أغلب الطلاب سوريون، مؤكداً أن جميع الطلاب المنضمين للمركز مقيدون بالمدارس المصرية القريبة منهم، ويتطلب منهم مستند القيد بالمدرسة حتى يتم قبولهم فى المركز. «فكرة إنشاء المركز جاءت لعدة أسباب، الأول هو أن الفصول المصرية ذات كثافة عالية ولا تريد قبول أبناء الجالية السورية المقيمة بمصر حتى لا تضيف مزيداً من الأعباء على المصريين، والثانى هو أن الطالب السورى فى المدارس المصرية يواجه صعوبة فى فهم اللهجة المصرية، وهو ما يؤثر سلبيا على مستواه الدراسى، وثالثاً لتعزيز اتصال الطالب بتاريخه وبيئته السورية».. هكذا تحدث «حسان» عن أسباب إنشاء المركز. وقال إن المركز التعليمى يتم فيه تدريس المناهج المصرية بنفس نمط الكتاب المدرسى الحكومى المصرى، لكن بواسطة معلمين سوريين وعلى الطريقة السورية، موضحاً أن المركز يقدم أسعاراً مخفضة نظراً للظروف الاقتصادية التى يعانى منها معظم السوريين بمصر.