بين عامه الأول واليوبيل الذهبي.. كيف تغير حال القراءة بمصر في 50 عاما؟
معرض الكتاب
50 عاما، الفارق بين النسخة الأولى والحالية، التي جعلته أكبر حدث ثقافي في مصر وثاني أقدم معرض للكتاب بالعالم بعد معرض "فرانكفورت"، حيث ولدت فكرته مع رئاسة الدكتورة الراحلة سهير القلماوي للمؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، وقرار من وزير الثقافة ثروت عكاشة، آنذاك، لإقامة الدورة الأولى لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وفي 22 يناير 1969، افتتحت الدورة الأولى بأجواء استثنائية، في أرض المعارض بالجزيرة والتي تعرف حاليا باسم "دار الأوبرا المصرية حاليا"، حيث شارك فيها 5 دول أجنبية وحوالي 100 ناشر على مساحة 2000، ليلقى شهرة ضخمة حينها، وفقا لموقع "الهيئة العامة للاستعلامات".
ومنذ ذلك الحين حتى الآن شهد القراء وجمهور المعرض تغييرات وتطورات ضخمة، من اختلاف بأسعار الكتب، ثم ظهور الإنترنت والتطبيقات التكنلوجية والهاتف المحمول، وهو ما سمح بتوفير الكتب عبرها بطريقة أسرع، فضلا عن ظهور الكتب المسموعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمكاتب الإلكترونية التي تتوفر عليها مختلف أنواع الكتب من أنحاء العالم.
قبل 50 عاما، كانت تلك المرحلة ذروة الثقافة والقراءة في مصر، في رأي الدكتور والكاتب الكبير نبيل فاروق، مضيفا أنه في تلك الفترة كان الإقبال ضخما على المعرض والكتب بشكل عام، وهو ما استمر لفترة طويلة لحين انتشار الانترنت بين الشباب.
وأضاف فاروق، لـ"الوطن"، أن حال القراءة اختلف تماما في مصر منذ أول معرض للكتاب، على رأسهم في نوعية الكتب وتعدد دور النشر والناشرين بشكل هائل، فضلا عن انشغال الشباب بالإنترنت والتطبيقات الإلكترونية التي توفر مختلف الكتب.
وهو ما انعكس على الواقع حاليا، بحسب فاروق، موضحا أن مبيعات معرض القاهرة للكتاب شهدت انخفاضا عن ذلك رغم الإقبال الجماهيري الضخم عليها، لتتحول إلى "فسحة" سواء من العائلات أو الشباب بدلا من كونها قبلة للقراءة.
فيما يجد الكاتب والبرلماني يوسف القعيد أنه منذ عام 1969 وحتى 2019، اختلف بشدة حال القراءة في مصر، بظهور الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الكتب الإلكترونية وانتشار المكاتب في مختلف أنحاء البلاد، فضلا عن زيادة المطبوعات والصحف والمواقع الإلكترونية، التي توفر تفاصيلا عن الكتب والآراء تجاهها، بعدما كانت مسبقا الورقة والقلم هم وسيلة المعرفة الوحيدة في البلاد.
وأردف القعيد أنه توجد عدد من التغييرات الإيجابية والسلبية على مدار خمسون عاما، سواء من حجم المنشور ونوعيته أو الإقبال على الكتب، مؤكدا أنه رغم ذلك للكتاب جمهوره الخاص الذي مازال يفضله ويبحث عنه بنهم وينتظر المعرض الدولي دائما.
وأكد أن الدورة الخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام متميز للغاية ومختلف كلية عن أي عام ماضي، حيث افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي مع وزيرة الثقافة الدكتورة إيناء عبدالدايم ورئيس هيئة الكتاب، بينما في 69 لم يتواجد سوى وزير الثقافة ورئيس هيئة الكتاب حينها فقط.
ويفتح معرض القاهرة الدولي للكتاب، غدًا، أبوابه أمام الجمهور، الذي يحتفل هذا العام بـ"يوبيله الذهبي" تحت شعار "في القاهرة متجمعين"، بنقلة حضارية.
وتُنظم الدورة الـ50 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، أكبر حدث ثقافي في مصر وثاني أقدم معرض للكتاب بالعالم بعد معرض "فرانكفورت"، هذا العام على أرض مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، في قاعات مجهزة وفق أحدث التقنيات العالمية بمجال نشر وتسويق الكتاب، وبخدمات وبنية تحتية فائقة الجودة، ليستضيف المعرض جامعة الدول العربية كضيف شرف، ويحتفي بشخصيتين من رواد الثقافة المصرية، هما ثروت عكاشة، وسهير القلماوي.
ويشارك في "معرض الكتاب" 35 دولة في 723 جناحًا لـ1273 ناشرًا، بإضافة 86 دار نشر مصرية وعربية وأجنبية تشارك لأول مرة، ويقدم المعرض 419 فعالية ثقافية، و144 فعالية فنية، و234 فعالية للطفل و8 ورش للفن التشكيلي والمسرح والكتابة، و600 حفل توقيع.
كما يقدم به 900 ألف كتاب، وسط حضور 170 ضيفًا بين عربي وأجنبي، وبمشاركة 300 شاعر و2500 كاتب وناقد ومبدع وفنان، وذلك خلال الفترة من 23 يناير حتى 5 فبراير المقبل، ويفتح المعرض أبوابه يومياً من العاشرة صباحاً حتى 8 مساءً.