أسرار في حياة سندريلا: عانت من ملاحقة التائبات وذاقت الفشل قبل النجاح
سعاد حسني
21 يونيو من 18 عامًا، ذاع الخبر بين الأرض والسماء، فكانت الفاجعة التي أصابت الجميع، سواد الحداد كسا كل شيء الوجوه القلوب والدموع.. رحلت فتاتهم المرحة الشقية، غابت صاحبة الطلة الآسرة نكست كل وعودها بالعودة مرة أخرى بعد سنوات من الغياب، فكانت العودة داخل صندوق خشبي بارد يحمل جسدها المنهك من رحلة قوامها 59 عامًا، وتركت بغيابها جرحًا غائرًا في نفوس محبيها، تمر اليوم الذكرى الـ18 لرحيل السندريلا سعاد حسني.
"شخصية كتومة" بتلك الكلمات وصفتها شقيقتها جنجاه، خاصة فيما يتعلق بحياتها الشخصية وأسرارها، ولكن استطاع الكاتب منير مطاوع تسجيل جزء كبير عن حياتها في كتاب بعنوان "سعاد حسني.. سندريلا تتكلم"، والذي تحدثت فيه عن تفصيل كثيرة عن طفولتها وحياتها الشخصية والفنية، وتم نشره في 2002، بعد وفاتها.
وكشفت عن أن أمنيتها القديمة والمتجددة كما وصفتها بأن تكون مغنية وليست ممثلة، كم كانت ترغب في أن تكون راقصة باليه، قائلة: "الرقص فيه تعبير كثير قوى، من غير ما حد يكتب لك كلام كتير"، متابعة: "الفن بالنسبة لي مركب نجاة، يعني من غيره كنت هابقى إيه ولا هعمل إيه في حياتي، أنا ما اتعلمتش حاجة تانية، ما كانش فيه مجال قدامي، المشاكل العائلية والطلاق والمحاكم بين بابا وماما والأخوات الكتار".
وترى سعاد حسني، أن بداخلها شخصيتين الأولى ناضجة والثانية مازالت طفلة، "بحس أحيانا إن أنا اتنين في واحد زي شخصية "صغيرة على الحب"، أنا دايما طفلة أحب دتيما أكون طفلة يمكن لأني ما عشتش طفولتي ويمكن لأن البراءة بتاعة الطفولة أريح".
وعانت خلال الفترة الأخيرة من مرضها وإقامتها في لندن بملاحقة من وصفتهن بـ"الفنانات التائبات"، حيث كانت تتلقى مكالمات متكررة مليئة بالإلحاح، حتى وصل الأمر إلى تسريب خبر عن زيارة سعد حسنى إلى بيت الله الحرام للحج أو العمرة والتوبة إلى الله، حيث تلقت بالفعل عرض مدفوع التكاليف، "الحكاية مكانتش مكالمة وخلاص، دي اتكررت وبقت زي المطاردة، مرة دعوات بالشفاء، ومرة دعوات بالهداية، ومرة تمنيات بأن ربنا يشرح لي صدري ويهديني ويخليني أعلن التوبة زي ما هم تابوا".
ولم يكن "حسن ونعيمة" هو العمل الأول في حياة السندريلا، حيث سبقه أعمال إلا إنها توقفت، لتقول إنها ذاقت الفشل قبل أن تتذوق النجاح، فتروي: "كنت مرشحة لبطولة مسرحية من تأليف ويليام شكسبير، واختارني عبدالرحمن الخميسي لأداء دور أوفيليا بطلة مسرحية "هاملت"، وبعد المذاكرة والتدريب، فشلت الفرقة ولم تقدم العرض بعد 6 شهور أو أكثر من العمل، وفى واقعة أخرى شاهدني المخرج أحمد بدرخان برفقة شقيقتي نجاة قال هاتولي البنت الحلوة دي عايزها تظهر في الفيلم بأي طريقة إلا أن الفيلم لم يخرج للنور".