ملف خطاب الرئيس| خالد علي.. حماس ثوري بلا دبلوماسية
التحليل اللغوي: هتافات ثورية حاسمة
خالد هو أحد الأصوات القليلة التي تضع خطاب الثورة في قلب مشهد الخطابات السياسية للانتخابات الرئاسية المصرية، والحديث للدكتور عماد عبد اللطيف، أستاذ علم البلاغة في كلية آداب القاهرة.
يقول عماد إن الخطاب السياسي لخالد علي يركز علي إرادة التغيير الجذري، "فهو بصراحته وشفافيته الكاملة، وصداميته مع الفساد والاستبداد يرسخ نفسه بوصفه خطابًا ثوريًا نقيًا".
يقول عماد إن خطاب خالد علي يصاحبه طابع ثوري ينعكس على نحو كبير في درجة الحماس الكبيرة التي تتجلى عبر نبرات الصوت المرتفعة، بقدر ما تتجلى في الحسم الصارم في المواقف والأفكار.
"خطاب خالد علي يخلو من الموائمات السياسية والخطاب الدبلوماسي المائع"، كما يقول عماد، ويضيف إن خالد علي يريد أن يمسك بكل الأوراق، ويهيمن علي مستمعيه بخطاب حاد صارم، فيسمي الأشياء بأسمائها، ولا يتردد في إعلان مواقفه وتوجهاته، ولا يخشى التصادم مع قوة أو جماعة مهما بلغ نفوذها أو قوتها.
مضمون كلام خالد الثوري الحاسم له تأثير أسلوب خروج الكلمات، لايأخذ خالد وقتا طويلا في الرد والصمت الاحترازي الناتج عن البطء والبحث عن مفردات الكياسة السياسية، فهو يعتمد علي ذخيرة الخطاب الثوري في كلماته ومسمياته ويتمتع بطلاقة مميزة في الكلام، حسب رأي عماد.
التحليل النفسي: مرافعات عن الفقراء والمهمشين
أداء خالد علي، المرشح الرئاسي يسيطر عليه خلفيته كمحام، فتعبيراته الجسدية وحركات يديه تنتمي لمحام يدافع عن قضية ما، كما تلاحظ دكتورة منال زكريا، أستاذة علم النفس في جامعة القاهرة.
تشير منال إلي الجبين العابس لخالد علي حين يتحدث عن قضايا الفقراء والمهمشين، علاوة علي استخدامه ليديه بكثرة حين يتحدث عنهم، وهو مايشير إلي اهتمامه الشديد بقضايا الفقراء والمهمشين، "كلها تعبيرات غزيرة جدا"، كما تقول منال، لكن أداء خالد يتحول ببراعة من المحامي المنفعل في قاعات المحاكم إلي الرجل المتزن أمام شاشات التليفزيون وفي المؤتمرات، كما تقول منال.
يجيد خالد ترك انطباع جيد لدي الجمهور من خلال حديثه بشكل إيجابي عن باقي المرشحين، ويظهر ذلك في ترديده أكثر من حوار، "حتي لو الفوز راح لحد تاني المهم اللي يخدم مصر".
تحليل المضمون: كلماته تعجب النخبة والبسطاء
المحامي الجيد يرتب الكلام والأحداث باستمرار، فترتيب الأحداث له مدلول عظيم في سير القضايا وإجلاء الحقائق. الترتيب والتنسيق سمة لكلام خالد علي في حواراته الصحفية، كما يؤكد إيهاب فكري، الباحث في علم الإدارة وصاحب كتاب "فن الكلام"، مشيرًا إلى تأثر حديث خالد بخلفيته القانونية.
يلاحظ إيهاب أن خالد كثيرا مايستخدم كلمة الفقر في رسالة موجهة للمواطن البسيط، فمن يذكر كثيراً كلمة الفقر يعلم على أي جرح يضع يده، لكنه يحذر من أن تكرار هذه الكلمة وغيرها من الكلمات السلبية ستترك انطباعات نفسية سلبية لدي الجمهور، ففي علم الكلام وفن الإدارة نحاول أن ننصح بعدم استخدام الكلمات السلبية كثيراً.
يقول إيهاب أن خالد يكثر من استخدام لفظة "أنا" غير المحببة لقلوب المصريين، لما فيهم من حب للتواضع وعدم تزكية النفس، إنه مأزق صعب، فكيف يتحدث المرشح عن نفسه دون أن يستخدم كلمة "أنا"؟ الأمر يحتاج إلي تدريب بحسب إيهاب فكري، فهو أمر صعب لكنه ليس مستحيلا.
ويحسب لخالد استخدامه لألفاظ المواطن المصري العادي، الذي لا يستطيع إلا أن يستخدم مفرداته، وذلك لأن مفردات الشارع المصري في الغالب ما تكون معبرة جداً وصادقة لأنها نجحت في فرض نفسها.
يستشهد إيهاب بكلمات خالد علي أنه يرفض "التشفي" في النظام، وأنه يرغب في العمل "بما يرضي الله" للتدليل علي بساطة أسلوبه واقترابه من رجل الشارع العادي. يضاعف من تأثير أسلوب كلامه البسيط تفاخر خالد علي بتاريخه العصامي في مساعدة أسرته، وعمله للعديد من الأعمال البسيطة في بداية حياته، وهو أمر يحسب له في رأي إيهاب.
ويضيف إيهاب أن خالد رغم أسلوبه البسيط فقد نجح في تطعيم كلامه ببعض الكلمات الدبلوماسية والتي لها صدى أكبر عند النخبة كما أن هذه نقطة تحسب له؛ لأنه دائماً ما يفاخر بتاريخه