أفلام نظيفة ومسلسلات خادشة للحياء.. سبحان مغير الأحوال
فى الوقت الذى كانت فيه مئات الأسر تهرب من أفلام السينما إلى الشاشة الصغيرة التى تدخل كل بيت، بسبب مشاهد العرى والألفاظ المبتذلة والقصص السلبية، القائمة على حياة البلطجى والخارج عن القانون، انعكست الأوضاع هذا العام وبدا أن أفلام العيد ستقدم جرعة من الكوميديا التى تخلو فى معظمها من الإيحاءات والألفاظ والسلبية بينما عرضت دراما رمضان كماً هائلاً من المشاهد والألفاظ غير اللائقة.
«الحرب العالمية الثالثة، جوازة ميرى، صُنع فى مصر، الفيل الأزرق»، هى الأفلام المقرر طرحها فى دور العرض أيام العيد. وعلق كريم السبكى، منتج فيلم «الحرب العالمية الثالثة»، على نوعية أفلام العيد هذا العام بأنه كان لا بد أن تختلف فى موضوعاتها عن الدراما التى قُدمت خلال شهر رمضان، حتى لا يتسلل الملل إلى المشاهد: «السينما والدراما فى حالة تبادل أدوار طوال الوقت، وتكرار الأفكار يعنى هروب المشاهد منا». ويستكمل: «بعض النجوم الذين اعتدنا مشاهدة أفلامهم فى العيد لسه بيصوروا مسلسلات رمضان، عشان كده اختفوا السنة دى فى العيد».
«لا يمكننا الحكم على المستوى الفنى للفيلم من خلال الإعلانات»، قالتها الناقدة الفنية زينب منتصر، مؤكدة أن أفلام عيد الفطر ربما تكون مختلفة نسبياً عن الفترة السابقة؛ لأن الجمهور يحتاج لرؤية أفكار جديدة فى السينما، ويريد أفلاماً إيجابية، تطرح رؤى وحلولاً كثيرة لدى محبى السينما، لتخرجهم من النفق المظلم الذى أحدثته المسلسلات فى رمضان.
«المسلسلات لم تترك حاجة سلبية إلا وتكلمت عنها، ورصدت كل شىء منحرف، وهو ما أدى إلى كم من الإحباطات التى شعر بها المواطن؛ لذا يحتاج إلى سينما مختلفة ترفّه عنه»، قالتها «منتصر»، مؤكدة أن صناع السينما تفهموا احتياجات الجمهور وتخلوا عن السلبية والأفكار المظلمة، وهو ما ستتضح صحته من عدمها فى الأيام المقبلة.
هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع، أكدت أن الدراما هذا العام نقلت المشاهد من حالة سيئة إلى حالة أسوأ، وهى دراما لا تشبه المجتمع، وتقدم نماذج زائفة وجرعة كبيرة من السلبية والعنف ليس لها معنى ولا مبرر، ولم تراعِ الحالة النفسية للمشاهد، مشيرة إلى أن معظم المسلسلات تحدثت عن الطبقة الفقيرة والعشوائيات، أو الطبقة الغنية جداً، وأهملت الطبقة الوسطى، التى تمثل غالبية الشعب المصرى.
وأكدت «زكريا» أن الجمهور يحتاج إلى جرعة إيجابية، وهو ما تتمنى أن تراه فى أفلام العيد.