رغم توجيهات الرئيس.. القمامة تغطي ترعة الإسماعيلية: عمرها ما كانت كده
ترعة الإسماعيلية
على مدار أكثر من عامين، يعاني أهالي الإسماعيلية من الحالة التي وصلت إليها ترعة الإسماعيلية، رغم اعتبارها أحد أهم المعالم التي تميز المدينة.
وتشق الترعة المحافظة من بدايتها بمدينة التل الكبير، وصولا إلى منطقة البحيرات قرب مبنى الإرشاد، ليتفرع منها خليج صغير على جانب طريق نمرة 6، وصولا لمياه قناة السويس.
حالة مذرية وصلت إليها الترعة، رغم تنبيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاح عددا من المحاور المرورية قبل عامين تقريبا، قائلا: «انتو عملتو الكباري ودورانات نفيشة وتبص علي الترعة تلاقيها عايزة أرنكة ومحتاجة شغل»، مطالبا محافظ الإسماعيلية حينها ووزارة الري باتخاذ ما يلزم لها من إجراءات: «اللي بنعمله ده هيكون له مردود كبير جدا على المدينة».
لم تتخذ وزارة الري أي إجراءات حول نظافة الترعة منذ تصريحات الرئيس، الأمر الذي تسبب في تحول أجزاء من الترعة إلى مقالب للقمامة في قلب المدينة.
وقال مصطفي حسن، أحد مواطني الإسماعيلية، إن الترعة تحولت من مكان جمالي كان يستغله الأهالي للجلوس بالقرب منه في شارع محمد علي، إلى مكان يهرب منه الجميع.
وأضاف «حسن»: «معظم الأماكن رائحتها كريهة، ورغم تطوير الشوارع يمين ويسار الترعة وزراعتها لتصبح متنزها للأهالي، إلا أنها نفسها أصبحت مصدر إزعاج».
وطرح الشاب أسامة أبو جازية، أحد شباب مدينة الإسماعيلية، مشروع لتطهير الترعة، بدأه في عام 2019 بوضع تصور لتجميها، لتصبح مزارا من المواطنين خارج المدينة.
وقال أسامة، إنه يمكن عمل مصفاه للترعة عند منطقة كوبري الثلاثيني لمنع مرور الرواسب والحشائش، بعد الانتهاء من أعمال تطهير المياه، وأرنكة الجوانب وتطهير قاعها.
وأضاف «أبو جازية» أنه سيتم وضع كميات من الزلط الملون، الذي يمكن توفيره من المحاجر التي تتمتع بها الاسماعيلية، في قاع الترعة، يعقبه الاستعانة بطلبة كلية التربية الفنية لتلوين الجوانب من خلال عدد من الرسومات التي تعكس تاريخ وتراث وهوية المحافظة.
ودشن أسامة أبو جازية، صفحة على موقع التواصل الاجتماعي باسم «another face to ismailia»، طرح من خلالها 5 أفكار لتطهير الترعة، بهدف توصيلها للمسؤولين والتجاوب معها.
وقال إنه من الممكن تطوير الفكرة والاستعانة بـ3 نافورات راقصة تستورد من الصين بتكلفة منخفضة، لإضفاء شكل جمالي وحركة وموسيقي للمكان، يتم زراعة كل واحدة على بعد 500 متر من الأخرى، ما سيجعلها قبلة لجميع زائري للمحافظة.
ونوه الشاب إلى أن الإسماعيلية تمتلك 2 كوبري بالمنطقة، الأول سالا، والآخر السلطان حسين، والتي يمكن تطويرها وإعادة استغلالها كعنصري جذب، بعد تحويلهما على غرار كوبري مسعود بالإسكندرية.
من جانبه، قال محافظ الإسماعيلية، إن المحافظة تشهد الآن عمليات تبطين عددا من الترع بأطوال مختلفة، ضمن المشروع القومي لتبطين الترع، إلا أن الترعة ليست ضمن المشروع المنفذ حاليا.
وطالب المحافظ، اللواء شريف بشارة، المزارعين والمواطنين في مختلف مراكز المحافظة، بحماية جميع الترع والمجاري المائية، وعدم إلقاء أي مخلفات بها، بعد الانتهاء من تطهيرها وتبطينها من قبل وزارة الري.
وأكد «بشارة» أن مشروع تبطين الترع وتغطية المجاري المائية يهدف إلى ترشيد استهلاك المياه، وحمايتها من الإهدار، إضافة إلى حماية الأراضي الزراعية.
وتفقد اللواء شريف بشارة، خلال الجولة، ترعة الجبالي، التي يجري تغطيتها بطول 2 كيلومتر، ومد مواسير فلتر بطول 70 مترا، والتي تغذي مناطق «أبوهيبة، والجبالي، وأبوعجيلة، وأبو عربي»، مؤكدا أن نسبة تنفيذ الأعمال بها حتى الآن، بلغت62.81% باعتمادات مالية 3.5 مليون جنيه.
كما تفقد المحافظ أعمال تبطين الخرسانه المسلحة بترعة الشجرة، بمركز ومدينة الإسماعيلية، والتي يجري تنفيذها بإجمالي أطوال 2 كيلو و250 مترا، والتي تخدم منطقة «الكيلو 11» بالكامل، وقرى منطقة «الفردان»، ووصلت نسبة تنفيذ الأعمال بها إلى 44.44%.
في السياق ذاته، قال المهندس محمد عطية، وكيل وزارة الري، إن إجمالي الترع التي تبطن بمحافظة الإسماعيلية، يبلغ 11 مشروعا، بإجمالي اعتمادات مالية 223 مليون جنيه، مشيرا إلى أن إجمالي أطوال الترع يبلغ 57 كيلومترا، ومن المقرر أن يتم انتهاء العمل بها قبل حلول شهر سبتمبر المقبل.
ووجه محافظ الإسماعيلية، رؤساء الوحدات المحلية بالمتابعة المستمرة للترع والمصارف، للحفاظ على الاستثمارات ومكتسبات المشروع القومي لتبطين وتأهيل الترع، مناشدا المواطنين بسرعة الإبلاغ عن أي حالات لإلقاء القمامة والمخلفات بالترع والمصارف على الخط الساخن للواتس آب رقم 01068800587.