للمرة الأولى.. مبارك يتخلى عن «النظارة السوداء» ويدافع عن نفسه
احتلت النظارة السوداء صدارة الحديث فى وسائل الإعلام خلال سلسلة محاكمات محمد حسنى مبارك فى ثلاث سنوات مضت. جلسات اتسم معظمها بالهدوء والرتابة، لم يكسر سكونها سوى نظرات كان يبعثها الرئيس الأسبق من وراء نظارته التى تحجب عينيه عن الظهور أمام الكاميرات التى ترصد تفاصيله بدقة، فكانت بمثابة الكلمات التى أبى أن يرسلها دفاعاً عن نفسه أمام هيئة المحكمة، وأفسح لنظارته المجال لتتحدث عما يجول بصدره نيابة عنه.
«مبارك» آن الأوان ليخلع عنه نظارته السوداء الثمينة، متحدثاً أمام هيئة الدفاع والقضاة بكل ثقة. كلمات استهلها بطريقة غير تقليدية، تحدث عن تاريخه العسكرى، ثم الحاكم على مدار 62 عاماً من عمر البلاد قبل اندلاع ثورة يناير ضد نظامه، أعادت إلى الأذهان عبارة كانت لا تفارقه خلال محاكمات الفترة الماضية رداً على طلب المحكمة الحديث: «لا يا سيادة القاضى، سأكتفى بما سيقوله فريد الديب»، فتتناثر النظرات لتحاصر مبارك، وتغتاله الأحاديث الجانبية بعد قرار الدفاع عن النفس ولسان حالهم يقول: «مبارك رجع تانى»، بحسب الدكتور يسرى العزباوى، المحلل السياسى بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، ويضيف: «هيئة مبارك بشكل عام كانت مهندمة إلى حد كبير لتعكس جانباً عظيماً من ثقته بنفسه أمام العيان». «قفزة الثقة» العالية بذاته وبراءته التى ظهر عليها مبارك لم يقدمها بقرائن الدفاع عن النفس، إنما بمظهر لافت للأنظار ونبرة صوت لم تتغير منذ مغادرته منصب رئيس الجمهورية قبل ثلاث سنوات ونصف بحسب العزباوى: «مبارك ظهر فى المحاكمة أنه رجل مهيأ نفسياً لأى حكم مهما كان، والناس واثقة ببراءته، وغلبت على شهادته حالة من الاسترخاء والبرود وهدوء الأعصاب».. ثقة مبارك بالقضاء، كما قال فى شهادته، استمدها من ثقته بنفسه، واتضح ذلك من خلال تأكيده على عدم عودة العدالة للخلف وثقته فى أن «القضاء وشهادة التاريخ سيعيدان له حقه».