لأول مرة.. أقزام يتنافسون على كرسى البرلمان
بيدى لا بيد عمرو، هو المبدأ الذى دفع 40 معاقاً للإعراب عن نيتهم فى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتقدم بأوراقهم رسمياً للمجلس القومى لشئون الإعاقة لترشيحهم على قوائم الأحزاب، معلنين أنه آن الأوان أن تشهد مطالبهم النور، من خلال أشخاص تعيش نفس ظروفهم.
حسن محمود، مأمور جمارك وأول قزم ينتوى الترشح للبرلمان، روى لـ«الوطن» المعوقات التى اصطدم بها فى مشوار حياته، قائلاً: «أنا حاصل على بكالوريوس تجارة شعبة دراسات مالية وجمركية، وتقدمت بأوراقى إلى التأهيل المهنى لأحصل على شهادة الـ5%، لكن لم يتم قبولى، وأخبرنى موظف بوزارة الصحة أن الأقزام ليسوا معاقين، وأن اللائحة تنص على عدم أحقيتنا فى ذلك».
قصار القامة يعانون أيضاً الأمرين فى عبور الطريق، وركوب المواصلات، وأحياناً يفقدون حياتهم أثناء ذلك، حسب «حسن»، مؤكداً أنه حين تقدم بأوراقه للمسئولين للحصول على سيارة مجهزة طبياً، تم رفض طلبه لنفس السبب، بالرغم من أن إعاقة القزم لا تحتاج إلى تقارير طبية، إنما تُرى بالعين المجردة.
وعن ترشحه للبرلمان قال: «أنا أول قزم يفكر فى كرسى البرلمان، لأنه إذا كانت الدولة تستثنى الأقزام من حقهم فى الوظيفة والسكن، فهل ستمنحهم حق ممارسة الحياة السياسية؟ الأمر الذى تغير بعد احتواء الدستور لنص يتعلق بفئة الأقزام، وأستشعر من خلاله أن هناك بارقة أمل». بنك للأفكار القومية، يحملها يسرى محمد، الذى يعانى من إعاقة حركية، لكنها لم تمنعه من الترشح للبرلمان، فقد سبق وخاض التجربة مرتين فى 2002 و2005، وينوى الترشح مجدداً لكى ترى أفكاره النور: «اقترحت أفكاراً لتطوير منظومة التعليم الجامعى، وحل مشكلة القمامة ولم يتحرك أى مسئول، ولأن ظروفى الصحية لا تمنعنى من ممارسة العمل تحت القبة قررت الترشح».
بالرغم من تقدير «يسرى» لمشروع القناة، كان يفضل توجيه الـ60 مليار جنيه للشأن الزراعى، لتعود مصر إلى هويتها الزراعية، مشيراً إلى ضرورة توجيه منظومة الإعلام لكى تصبح منتجة، بفتح حديث متواصل عن العمل والإنتاج، بدلاً من المكلمة التى نعيشها الآن.
الدكتور حسام المساح، أمين عام المجلس القومى لشئون الإعاقة، أكد على حق كل معاق فى المشاركة فى البرلمان، وأن القائمة التى تضم الـ40 معاقاً التى وجهها المجلس للأحزاب، هى ليست من ترشيح المجلس، بل بناءً على رغبات أصحابها، كما يفتح المجلس أبوابه لتلقى أى طلبات أخرى إلى أن تنعقد الانتخابات.