التسمية الصحيحة «شواذ» لا «مثليون».
اسمه الجنس الشاذ.. ليس الميول المثلية. تعريف الكلام هنا أهم من الكلام. والتأكيد على المفردات فى هذا الموضوع بالذات أهم من رأيك ورأيى.
الفضائل ليست وجهات نظر.. تماماً كما أن الرذائل ليست آراءً.
صحيح إتاحة رأى الآخر حق.. والحرية الشخصية حق.. لكن الباطل هو محاولة الآخر فرض الرأى بالعافية على المجتمعات. والباطل هو محاولة الآخر وصم شعوب الفضائل والأصول بالتخلف والرجعية والديكتاتورية!
طيب ده كلام؟
طبعاً مش كلام.
ومرة ثانية اسمهم «شواذ».. ليسوا مثليين.
وخد بالك من المحاولات المستمرة لتغيير المسمى من شواذ لمثليين لأن لها ما وراءها.
المحاولات تبدأ بتغيير اللفظ قبل النفاذ لتغيير الفكرة والمحتوى. وصفهم بالمثليين محاولة لتغيير وصفهم فى المفهوم الاجتماعى. يعنى محاولة لإحداث توازٍ بين أصحاب الميول الطبيعية.. وأصحاب اللهم احفظنا.
لفظ «الشاذ» هنا وصف مهم ودقيق، ولا بد من التأكيد عليه مرة واثنتين وثلاثة. أيوه.. دى كارثة. الشاذ فى اللغة يعنى الخارج عن المتواتر، أو الخارج عن المألوف أو المخالف للمتعارف عليه.
محاولات تغيير المسمى من «شواذ» لـ«مثليين» حركات خبيثة مدروسة للتخفيف من وطأة لفظ «الشذوذ» على مجتمعاتنا الموصوفة بانها من مجتمعات اللعيب. هى محطة الطريق للوصول إلى قبول مجتمعى عام.
من قال إن مجتمعات العيب.. عيب؟ من عاقل يوافق على أن العيب فى مجتمعات العيب؟
بالعكس.. العيب هو الخوف على الأصول وعلى النزعات الطبيعية من منطلقات أخلاقية. لاحظ أن الأخلاق فى مجتمعات العيب ليست إجباراً. الأخلاق تكوين نفسى اجتماعى بالذات فى ذهنية شعوب الحضارات القديمة.
محاولة الربط بين الأخلاق وغياب الحريات محاولة نصابين ولصوص وألعوبانات.. وتجار دوليين. من قال إن الأخلاق عقبة فى الطريق لمستقبل أفضل؟ هذا الكلام ليس صحيحاً.. ولا منطقياً.
اعتبار «الشذوذ» تابوهاً اجتماعياً لا بد من التخلص منه، قصة وراءها لوبى دولى ومليارات الدولارات راكبة قطار مكتوب عليه «الحرية الشخصية».
القطار كاذب، ولفظ التابوه نفسه لفظ نحتته ثقافة غربية مغايرة، وهو حكم مسبق لثقافة أخرى على ثقافاتنا.
السؤال: ما الذى يمنح آخرين حق الحكم على حدودنا الأخلاقية وتقييمها؟ لماذا لا نُمنح نحن الحق نفسه للحكم أو تقييم أخلاق الآخرين؟
لاحظ أنه فى المجتمع الأمريكى، حتى الآن، يظل تقبيل الرجل للرجل فى المصافحة سلوكاً شديد الاستهجان.
ورغم حرية المجتمع الفرنسى الشديدة، فإنهم حتى الآن يستنكفون فكرة المراهقة «غير البكر». فى الريف الفرنسى يستدلون من بقاء البكارة على احترام الذات.
عمر الأخلاق ما كانت سيئة السمعة.. وعمرها ما كانت مضادة للحريات.
بعض ما يسمى بالمنظمات الحقوقية يلعب دوراً تدليسياً بامتياز فى الموضوع. إضافة إلى أن لوبى «الشذوذ العالمى» مستمر فى إصراره على الربط بين الانحراف الأخلاقى.. وحقوق الإنسان!
السؤال الثانى: لماذا هناك من يصر على اختصار الحرية فى عدم المؤاخذة الجنس الشاذ؟
هل منصوص فى قوانين وضمن أعراف العمل الأهلى أن يكون تغيير المحرمات الاجتماعية المعيار الأول للعمل الحقوقى؟
مهم هنا التأكيد على أن كثيراً من رواد العمل الحقوقى.. لا حقوقيون.. ولا يعرفون معنى الحق والمستحق. كثيرون منهم يرتدون ملابس حواة بألوان بغبغانات.
لكن لأ. لغاية هنا وإوعى تقول لى حرية!
ملعون أبوها حرية.. منك له!