خبير اقتصادي: الفرصة مواتية للبدء في عمل مشروع والدخول بمجال الأعمال
الخبير الاقتصادي ورائد الأعمال عمرو العبد
في ظل أزمة عالمية تزداد شراسة وتدفع البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة لكبح موجات تضخم متتالية، كما أنَّ التوترات الجيوسياسية تحمل دلالاتها أنَّه ربما لا تنتهي قريبا، ما يدفع الأفراد للتفكير في استثمار مدخراتهم والتساؤل «هل نضع أموالنا بالبنوك لنضمن عائد قليل بلا مخاطرة، أم ننشىء استثماراتنا الخاصة للهروب من شبح الفقر؟».
ابدأ مشروعك الخاص طالما خبرتك بمجالك لا تقل عن 5 سنوات
أكد عمرو العبد، الخبير الاقتصادي وأحد رواد الأعمال في مصر، أنَّ وقت الأزمات دائما ما تتواجد الفرص، ناصحا الشباب الراغب في دخول المجال بالبحث عنها من خلال الدراسة والخبرة الطويلة أو المتوسطة على الأقل بإحدى الأنشطة التجارية أو الاقتصادية لـ بدء مشروع بها.
الفرص تتواجد أكثر في أوقات الأزمات
وأضاف خلال تصريحاته لـ«الوطن» أنَّ الفرص لا تتواجد فقط بل تكثر في ظل الظروف الصعبة اقتصاديا، ويرجع الأسباب إلى إغلاق الكثير من الشركات والأعمال وتسريح الموظفين، وبالتالي بحثهم عن مصدر آخر للدخل، ناهيك عن ضالة المرتبات والأجور التي تدفع الموظفين للبحث عن دخل إضافي من خلال إدارة أعمالهم الخاصة، كما أنَّ أصحاب الأعمال أنفسهم يبحثون عن شركاء يتحملون معهم الخسارة بجانب الربح وليس موظف يتقاضى أجر بنهاية الشهر.
وتابع: «الجميع في وقت الأزمة يبحث عن زيادة دخله، والعديد من الأشخاص يتركون الوظائف بأجور ثابته حالمين بإدارة أعمالهم الخاصة، بالإضافة إلى رغبة صاحب العمل في تعيين الموظف الأكثر كفاءة والأقل أجراً».
وأشار إلى أنَّ فرص النجاح في مجتمع الأعمال تكون لمن لديه الخبرة والقدرة على المخاطرة المحسوبة، بالإضافة إلى مرونة عالية للغاية بحيث إذا تعرض للخسارة يستطيع أن يستأنف نشاطه أو يجد البديل سريعاً، وألا يكون تفكيره تقليدي إنما دائماً يخرج بأفكار جديدة خارج الصندوق قابلة للتطبيق ولا تخالف قواعد السوق.
وعن الاستثمار وبداية المشروع، قال إنها مرتبطة بظروف الشخص نفسه، فإذا كان لا يمتلك خبرة بمجال معين وأصبح مسنا أو متقاعد أو لديه الكثير من الأعباء والالتزامات فيفضل البحث عن ملاذ آمن لمدخراته وتتنوع صوره من شهادات ادخار أو أو أي أصول ثابتة تدر عائد كالعقار مثلاً.
أما نصيحته للشباب في مقتبل العمر فتختلف دوما طالما لديهم تحمل للمخاطرة مع ضرورة توافر الخبرة بمجال بعينه، وهنا بدء مشروع هو الطريق الأفضل لاستثمار المدخرات.
أوضح «العبد» أنَّه لا يشترط الخبرة فقط والتي يجب أن تترواح بين 5 إلى 10 سنوات، بل يجب أن يمتلك الراغب في امتلاك مشروعه الخاص رؤية وفكرة لتطور المجال وأن تشير الدراسات التي سيضعها بنفسه مع خبراء واستشاريين إلى نسب نجاح محتمل مرتفعة، وأنَّه كلما زادت الخبرة وتم دراسة السوق بعناية لمعرفة التحديات وكيفية مواجهة المشاكل بحلول زادت فرص النجاح.
امتلاك المعلومة وشبكة علاقات قوية تضمن الوصول إليها
وتابع: «ليس رأس المال وحده الذي يحكم المستثمر أيضا، بغض النظر عن حجم المشروع، فامتلاك المعلومة والقدرة على الوصول إليها أمر غاية في الأهمية، وامتلاك رائد الأعمال لشبكة علاقات اجتماعية تساعده على النجاح وبيئة ومناخ جيد للاستثمار تساعده على تخطي التحديات».
وأضاف: «أعطي مثالاً بأكثر رجال الأعمال شهرة عالميا، إيلون ماسك، حتى لو لم يكن لديه أموال لبدء مشروع، سيستطيع دخول أي مجال والمنافسة فيه لثقة العاملين معه في قدرته على النجاح بسبب الخبرة التراكمية لديه على مدار السنوات والتي تأتي من اخفاقات متكررة ونجاحات أيضا مزيح بين الإثنين ومرونة وقدرة عالية على التحمل ومواصلة الطريق، كما أن فرص النجاح العالية التي يمتلكها الشخص تجذب إليه مستثمرين يرغبون بمشاركته».
وأضاف أنه على الدوام بأوقات الأزمات تكثر الشركات الناشئة والتي تصبح أكبر حجما بنهاية الأزمة، بخلاف المشروعات والاستثمارات الكبرى «الـ ستارت أب تولد من رحم الأزمات وتزداد نموا بنهايتها».