زيارة «عبد الناصر» وانطلاق رحلات التجارة.. شكل الحياة في غزة من 70 سنة
ميناء غزة قديما
أزاحت الحرب الطاحنة في غزة، الغبار عن التاريخ والتراث الفلسطيني للأجيال الحديثة التي تتابع أحداث العنف الحاصلة خلال الشهر الماضي، وتداولت العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المعنية بتوثيق التاريخ القديم، صورًا مختلفة بالأبيض والأسود تعكس رغد الحياة في القطاع المحتل قديما قبل سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي وسلب خيرات البلد.
ميناء غزة كان مركزا للتجارة
«الوطن» تواصلت مع المؤرخ والكاتب الفلسطيني، حسام أبو النصر لمعرفة شكل الحياة في قطاع غزة المحتل في فترات زمنية مضت، قبل سيطرة الاحتلال الإسرائيلي عليه، وبدأ حديثه بالإشارة إلى أن ميناء غزة هو ميناء تاريخي قديم يعود إلى العهد الروماني واليوناني والمكتشفات الأثرية كلها دلت على ميناء «البلاخية» أو ميناء «الأنثيدون» الأثري وهو موقع أثري يقع شمال غرب مدينة غزة القديمة في فلسطين وكان ذلك دليلا على ميناء غزة في العصر الحديث.
أيضا تم العثور قديما على آثار أواني فخارية وجرار كبيرة كانت تستخدم في تخزين المحاصيل، وبحسب رواية المؤرخ الفلسطيني كان ذلك دليلا على وجود ميناء قديم وهو ميناء غزة، الذي كان يٌصدر منه أنواع مختلفة من الفواكه والبلح والزيتون والقمح والشعير والفراولة، حيث كانت غزة قديما ملتقى التجارة في الشرق الأوسط.
رحلة الشتاء والصيف
وتابع «أبو النصر» المؤرخ الفلسطيني، أن غزة كانت إحدى محطات التجارة في عهد جد الرسول محمد صل الله عليه وسلم، ضمن رحلة الشتاء والصيف، واستمر العمل بميناء غزة في العصر الحديث كمركز لتصدير الفواكه، حتى عام 1948 ومن بعده بشكل جزئي حتى عام 1967حتى احتلال قطاع غزة بالكامل وتوقف استخدام الميناء للتجارة.
أيضا أشار المؤرخ الفلسطيني إلى أن الحياة الثقافية والفنية في مدينة غزة كانت مزدهرة قديما، كانت تضم غزة نحو 10 دور عرض سينمائي، وتقام بها المهرجانات الثقافية والشعرية المختلفة، وظلت تلك المظاهر في الاختفاء تدريجيا حتى اختفت تماما بمجرد سيطرة الاحتلال على القطاع وفرض الحصار عليه.
زيارة عبد الناصر إلى غزة
وأشار المؤرخ الفلسطيني إلى صور قديمة بالأبيض والأسود للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، خلال زيارته لمدينة غزة سنة ١٩٥٦ والتقى خلالها بعدد من وجهاء وحكماء بلدية غزة في تلك الفترة لتفقد أحوال القطاع بعد حرب 1948، حيث اعتبروه رمزا للقومية للعربية أنذاك.