الحاصلة على جائزة أفضل مخرجة عربية فى «أبوظبى»: «الخروج للنهار» صورة حقيقية لـ«ناس مننا»
حصلت المخرجة المصرية هالة لطفى على جائزة أفضل مخرجة عربية بمهرجان أبوظبى السينمائى الدولى الأخير، عن فيلمها الروائى الطويل الأول «الخروج للنهار».
عن هذا العمل تقول «هالة» لـ«الوطن»: «كان اهتمامى عند عرض الفيلم فى مهرجان أبوظبى هو كيفية استقبال الجمهور والحاضرين له، أكثر من اهتمامى بالحصول على الجائزة، صحيح أن التقدير النقدى مهم لكنه فى النهاية يصدر من أعداد محدودة، والأهم بالنسبة لى هو استقبال الجمهور للفيلم، وهذا ما لمسته بالفعل من الحضور سواء كانوا عرباً أو مصريين أو أجانب؛ حيث لمست حماسهم للتجربة وشعورهم بمدى اختلافها».
وعن الدعم المادى الذى حصلت عليه حتى يخرج الفيلم إلى النور، أضافت: «حصل الفيلم على دعمين، أحدهما من الصندوق العربى للثقافة والفنون، وهى الجهة التى تعطى منحاً للمخرجين الشباب ليقدموا أفلامهم التى من الصعب أن تنتج من شركات إنتاج، والثانى من صندوق الدعم التابع لمهرجان أبوظبى».
وتتابع: «تم تنفيذ الفيلم فى أربع سنوات، وذلك لأن الفيلم كان يعتبر لى ولفريق العمل حقل تجارب، فعلى سبيل المثال تم تصوير أول أسبوعين منه، ثم قمنا بعد ذلك بإعادة التصوير، لعدم رضائى عن النتيجة، وكانت هذه نقطة لصالح فريق العمل، على الرغم من وجود قدر كبير من المخاطرة، لكن فى نفس الوقت كانت توجد حرية قصوى لعدم التزامنا مع جهة إنتاج».
وعن سبب تغيير اسم الفيلم من «جلطة» إلى «الخروج للنهار»، تقول: «كان لدىّ موقف من الحياة، لكنه تغير بعد الثورة، وأصبح عندى أمل، وشعرت بأن الواجب علىّ فى لحظة معينة أن أشير إلى هذا الأمل».
وتضيف: «حرصت فى أول فيلم روائى طويل لى أن يكون جميع العاملين معى يخوضون أولى تجاربهم الفنية؛ لاكتشافى أن السوق تغير العاملين بها، وبعد أن تراجع لدينا معيار الجودة، لهذا أردت الاعتماد على شخصيات تفكر وتبدع معى، ولديهم معرفة بأن الفيلم استثمار لمستقبلهم، وهو ما حدث بالفعل حتى خرج الفيلم إلى النور بعد أربع سنوات من العمل الشاق».
وعن عدم اعتمادها على العناصر الأساسية فى أى عمل فنى، مثل الموسيقى التصويرية، تقول: «لم أعتمد عليها لرغبتى فى إلغاء جميع العناصر المصطنعة التى تؤثر فى الجمهور، وتعد الموسيقى التصويرية من أول هذه العناصر تأثيراً على الجمهور، فقررت تعويض ذلك بأن تقترب أحداث الفيلم من الحياة العادية اليومية التى نعيشها بدون أى عناصر مزيفة، وذلك ينطبق أيضاً على الإضاءة، ففى الصباح اعتمدنا على الإضاءة العادية، وفى الليل تم استخدام الحد الأدنى من الإضاءة، وذلك لكى نستطيع رؤية الصورة فقط، وهذا ما ينطبق أيضاً على المكياج فى الفيلم، حيث حرصت على تجسيد أقرب صورة من الحقيقة لتكون أقرب للشخصيات الواقعية». وتتابع المخرجة هالة لطفى حديثها قائلة: «أريد الرد على من يتحدثون عن الأفلام التى تحصل على جوائز بأنها أفلام مهرجانات، وتعجب النقاد فقط، وأنها ليست أفلاماً للجمهور، فالعكس تماماً هو الذى يحدث، لأنهم فى الحقيقة يقومون بتزييف الوعى، والأفلام التى يصنعونها أفلام تجارية، تؤثر على المجتمع من أجل التربح منه، ولا تحترم جمهورها، فى حين عندما يقدم مخرج فيلماً واحداً على مدار عدة سنوات، تكون محاولة مخلصة منه، وكل مرحلة تعكس واقعية ما يحدث بها مثل أفلام الستينات التى عكست واقعية ما يحدث فى مصر، لكن حالياً هل يمكن أن تعبر أفلام مثل «عبده موتة» و«شارع الهرم» عن مصر؟».
واختتمت بأن فيلمها «الخروج للنهار» ما هو إلا «محاولة لنقل صورة حقيقية وواقعية لفئة من الناس لا بهدف التعاطف معهم، ولكن على الأقل لنخرج بإضافة ومعاناة صامتة داخلية، لأن الأفلام بصفة عامة لا يُتخذ منها مواقف سواء بشكل إيجابى أو سلبى».