الدلال: الحديث عن تحريك «إخوان مصر» للاحتجاجات «أسطوانة مشروخة»
«بعض الأطراف فى السلطة تحاول اختزال الحراك السياسى الضخم الذى تشهده الكويت فى تيار الإخوان المسلمين، فى حين أن الجماعة ليست سوى جزء من هذا النسيج الاحتجاجى».. هكذا رأى عضو الحركة الإسلامية الدستورية فى الكويت. وتحدث القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، العضو السابق بالبرلمان، فى حوار لـ«الوطن»، عن مطالب المعارضة بأولوياتها والسيناريوهات المستقبلية لتنفيذها، نافياً بشدة أن يكون لجماعة الإخوان فى مصر أى دور فى مسيرات الكويت السلمية، مشدداً على رفضه المطلق لتدخلها فى شئون بلاده.
* ما أبرز مطالبكم المقدمة للأمير؟ وما أولوياتها؟
- قامت السلطات بتغيير النظام الانتخابى بإرادة منفردة ودون مشاركة أحد وبشكل مخالف لدستور البلاد؛ لذا فالمعارضة تطالب بإصلاحات تتعلق بالنظام الانتخابى الجديد؛ لأنها تعتبره سيؤدى إلى مفاسد أكبر فى الحياة البرلمانية، وندعو إلى العودة للنظام القديم. بالتأكيد للمعارضة مطالب إصلاحية أخرى دستورية وسياسية لا تتحقق إلا من خلال انتخابات سليمة وبرلمان سليم، وبالتالى تتركز أولوية مطالبنا فى تعديل النظام الانتخابى. ولا أحد على الإطلاق ينادى بتغيير النظام أو إسقاطه، وهو الأمر الذى تؤكده كل بيانات وشعارات مختلف أطياف المعارضة.
* إذا لم يستجب الأمير لمطالبكم، ما خطتكم البديلة؟
- خطتنا البديلة فى حالة تجاهل السلطات مطالبنا هى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقررة فى الأول من ديسمبر المقبل؛ فالمعارضة بكل تياراتها المختلفة من قبليين وإسلاميين ومستقلين وتجمعات شبابية دعت إلى مقاطعة الانتخابات وتسعى لإنجاح المقاطعة. وبالفعل لاحظنا عزوف عدد كبير من النواب السابقين والمعروفين بثقلهم السياسى والاجتماعى عن الترشح فى الانتخابات الحالية. ونتوقع أن يستمر هذا الحراك طوال شهر نوفمبر الجارى بالكامل، كما نتوقع أن يأتى 1 ديسمبر ولا يذهب أغلب الشعب للانتخابات.[Quote_1]
* هل تعتبر مطالبكم سياسية بالأساس أم أن لها أرضية شعبية يتفاعل معها المواطن الكويتى ويشارككم فى تحقيقها؟
- بلا شك المطالب يغلب عليها الطابع السياسى، لكن هناك وعيا كبيرا لدى الشعب بخطورة النظام الانتخابى الجديد.. فمثلاً نجد الحراك الشبابى هو من يدعو إلى المسيرات بالدرجة الأولى بالإضافة إلى نواب سابقين.
* لماذا تتصاعد الاتهامات بمسئولية الإخوان عن إشعال الاحتجاجات؟
- مع الأسف هذه أسطوانة مشروخة تُستخدم من بعض الأطراف فى السلطة لاختزال الحراك الكبير فى تيار الإخوان وزرع فوبيا الإخوان فى أذهان الناس، لكن ظهرت ردود فعل ضخمة من مختلف التيارات الأخرى تؤكد أن جماعة الإخوان ليست سوى جزء من هذا النسيج وليس لهم القيادة أيضاً.
* حمَّل البعض مسئولية الاحتجاجات فى الكويت على جماعة الإخوان المصرية، ما رأيك؟
- هذا الكلام ليس له أساس من الصحة، ونحن بشكل قاطع نرفض تدخل الإخوان فى مصر بشئوننا الداخلية.
* إلى أى مدى تتعاون معكم التيارات السياسية الأخرى فى المعارضة؟ وهل هناك اتفاق على هدف مشترك؟
- هناك نوع من الاتفاق على المبادئ الأساسية مثل مقاطعة الانتخابات فى ظل هذا النظام الحالى، وهو الأمر الذى أعلنته أغلب الشرائح المؤثرة والمهمة فى المجتمع، كما أن هناك توزيعا للأدوار بنضج ووعى بين مختلف قوى المعارضة بشأن عقد المسيرات وإعلان البيانات. وأنا أعتبر أن المعارضة استطاعت أن تحشد الناس بقوة فى الفترة الماضية وتتظاهر بشكل حضارى غير مسبوق؛ حيث تجمع أكثر من 100 ألف كويتى، أى نحو 10% من الشعب يمثلون مختلف ألوان الطيف السياسى والاجتماعى، فى حين لم يتجاوز أقصى عدد يتجمع للتظاهر 50 ألف مواطن.
* هل هناك بالفعل وسطاء بينكم وبين الحكومة لتهدئة الأوضاع والوصول لحل وسط؟
- هناك بعض الوسطاء، لكن لم نجد حتى الآن الجدية اللازمة لنجاح هذه التحركات. فى المقابل نعتبر الحرص على الوصول لحل وسط يتوافق مع الدستور والتراجع عن النظام الانتحابى الحالى أمرا جيدا، ونحن مستمرون فى حراكنا السياسى واعتراضنا السلمى.
أخبار متعلقة:
الكويت على طريق الانفجار
السلطة والشعب.. «القمع» فى مواجهة «الإرادة»
«الإخوان» تفشل فى استعادة فرعها بعد 22 عاماً فتقرر «تحرير الكويت»
مسلم البراك.. صوت الأمة
«عدوى الديمقراطية» تهدد دول الخليج