بالصور| بعد رحلة 4 أيام في البحر.. لاجئ سوري يروي مأساته مع قارب الموت
بالصور| بعد رحلة 4 أيام في البحر.. لاجئ سوري يروي مأساته مع قارب الموت
قوارب الموت
قارب مطاطي أسود اللون صغير الحجم، يحمل عددًا كبيرًا من الأرواح أكثر من حمولته المسموح بها، يبحر لمسافات بعيدة، يحاول توصيل ركابه لحدود بلاد أوروبية، رغم أنه غير مخصص لقطع كل تلك الكيلومترات البحرية، يقوده شباب بلا خبرة وأحلام وطموحات، تاركين بلدهم وديارهم وذكرياتهم وراء ظهورهم، يستقلون قوارب الموت بحثًا عن مستقبل أفضل.
"أنا كنت بليبيا وتعرضنا أنا وعائلتي لإهانات كتيرة، وصار الوضع كتير خطير، فقررت أطلع بمراتي وأربع أطفال من ضمنهم رضيع لأي دولة أوروبية"، هكذا عبر الشاب "م. ش" عن مأساة رحلته إلى هولندا عن طريق ليبيا، متفقًا مع مهرب عن طريق الهاتف، ودفع ألف دولار للشخص مقابل مكان بمركب مطاطي صغير.
التقى "م" بالمهرب، الذي يلقبونه بـ"العراب"، وخصم 200 دولار من المبلغ من أجل الأطفال الصغار، وانطلقت الرحلة ثاني أيام عيد الفطر الماضي، في تمام الثانية بعد منتصف الليل، وكان معه حوالي 200 شخص غير الأطفال، رغم صغر حجم القارب، بحسب قوله.
رحلة استمرت ما يقارب 11 ساعة في عرض البحر، وتعرض القارب خلالها لهجوم مسلح من قبل 4 ليبيين، إلا أن مستقلي القارب كانوا للمسلحين بالمرصاد، "دافعنا عن النساء والأطفال ببسالة لأنها موتة واحدة"، هكذا يقول الشاب الذي ترك نيران الصراع في حمص ليواجه الموت في عرض البحر، ممسكًا بطفله الرضيع على أحد أطراف القارب.
ابن حمص الذي رفض ذكر اسمه لـ"الوطن" خوفًا على من تبقى من عائلته بسوريا، قال إنه واجه الموت في عرض البحر، وانقطعت مياه الشرب عنهم، وألقت خفر السواحل القبض على السائق في نصف البحر، مضيفًا: "الخفر قالوا لنا كملوا على البوصلة، وصرت أنا والشباب نسوق المركب، كنا نصف ميتين".
4 أيام واجه خلالها "م. ش" المصير المجهول، مرورًا بأربع دول قبل الوصول لهولندا، خصوصًا بعدما سمعوا من خفر السواحل عن غرق مركبين أحدهما به 520 شخصًا وآخر به 350، لكن أمهله القدر فرصة الحياة، ليجد ضالته في أفضل بلد أوروبي أمنًا بالنسبة له، ووصل أمستردام، وسلم نفسه للشرطة، ولقي أفضل معاملة، بحسب قوله، ذاهبًا إلى فندق مخصص للاجئين.