«فريق الجوالة» فى سيناء: «صف واحد ضد الإرهاب»
«فريق الجوالة» فى سيناء: «صف واحد ضد الإرهاب»
جانب من تدريبات الجوالة
شباب يعيشون بشكل مختلف، ليست لديهم رفاهية السهر فى المقاهى دوماً كغيرهم ممن هم فى مثل عمرهم، يتمنون لو يتوقف المشهد لديهم قليلاً ليتنفسوا الصعداء محاولين إيجاد وسائل ترفيه كغيرهم، ولكن شباب العريش يستيقظون وينامون على تفجيرات وحرائق ومشاهد نار لا تتوقف، أوضاع تشهدها العريش غير المطمئنة، احتمالية تأخر النجدة أو فرق الحماية المدنية مع كثرة جرائم الإرهاب فى المنطقة كانت الدافع لعشرات الشباب السيناوى للانضمام والتطوع إلى فريق جوالة مركز شباب العريش، لتعلم مهارات تدارك الأزمات والكوارث ومهارة إطفاء الحرائق بأقل الخسائر تحت شعار: «صف واحد مع جيشنا»، فهناك من فقد أخاً أو أباً أو صديقاً أو قريباً، فى النهاية الكل ذاق مرارة فراق أحبائه، وعندما أتيحت لهم الفرصة أن يصنعوا فرق حماية قد تكون سبباً فى إنقاذ روح لم يتأخر العشرات عن الالتحاق بالجوالة، فالحاجة أم الاختراع.
داخل العريش وخارجها، أصر «محمد بدير» الطالب بكلية الحقوق الذى لم يتجاوز عمره 21 عاماً، على أن يلتحق بفريق جوالة مركز الشباب بعد إعلانه عن طلب متطوعين فى دورة «إدارة الأزمات والكوارث» التى اقتصرت فى سيناء، وضمت أكثر من 50 شاباً للتدريب على إطفاء الحرائق الناجمة عن المتفجرات أو الماس الكهربائى، يقول: «أنا لو مساعدتش بلدى مين يساعدها، أنا حالياً فى أقل من 6 أيام اتعلمت إسعاف المريض وإزاى لازم يبقى فى بيت كل واحد فينا طفاية حريق، يخرج بيها ويصوبها تجاه مكان الاشتعال»، كثرة التفجيرات فى العريش فى الأيام القليلة الماضية كانت وراء غضب «بدير» وحماسه فى آن واحد، فعدم قدرته على الالتحاق بالكليات العسكرية أو التطوع بالجيش عوضه فى التحاقه بفريق الجوالة «جيشنا بيعمل اللى عليه، وإحنا هنكون صف واحد معاه، وأنا زى أى مجند هو بيحارب بالسلاح، وأنا بحارب بطفاية حريق».
الوضع المتذبذب الذى تشهده سيناء، والرغبة فى حماية النفس إلى جانب الدور الذى تقوم به القوات المسلحة، دفع «خالد على» للالتحاق بالدورة نفسها، التى تشرف عليها وزارة الشباب والرياضة، لم ينته دوره عند هذا، لكنه بدأ ينقل ما تعلمه إلى مجموعات شبابية فى محافظات أخرى، وأولاها الإسكندرية «قعدنا هناك 5 أيام نقلنا خبرتنا، وعلمنا غيرنا.