أجواء الثورة تعود من جديد إلى ميدان الساعة بدمنهور
مازال التوتر والفزع منذ الجمعة الماضية، يسيطران بقوة على ميدان الساعة بمدينة دمنهور، والذي كان الشرارة الرئيسية لثورة 25 يناير بمحافظة البحيرة، والذي شهد انتفاضة الثوار بالمحافظة ضد النظام السابق وراح ضحية ذلك بعض الشهداء الذين دفعوا حياتهم فداء للثورة.
وينتفض الميدان، اليوم، مرة ثانية، متخذا من الإعلان الدستوري الذي أصدره مؤخرا الرئيس محمد مرسي، سببا قويا للانتفاض ضد النظام الحاكم، والإعلان عن رفض قرارات الرئيس الأخيرة، وهو ما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين المعارضين للرئيس مرسي من ناحية، وبين جماعة الإخوان المسلمين وقوات الأمن من ناحية أخرى، على خلفية محاولات المعارضين لمرسي اقتحام المقر الإداري للجماعة بميدان الساعة، الأمر الذي استدعى الأمن إلى التدخل بقوة لتفريق المتظاهرين، مستخدما القنابل المسيلة للدموع.
ويشهد ميدان الساعة بدمنهور، منذ الجمعة الماضية، حرب شوارع بين أعضاء الإخوان والمعارضين لمرسي، بالقدر الذي حوله إلى ثكنة عسكرية أشاعت الرعب والفزع والقلق الشديد، في نفوس وقلوب وعقول المواطنين بالمدينة لاسيما المقيمين بالميدان.
كما حدثت اشتباكات دموية يستخدم فيها الشوم والعصي والحجارة والطوب والمولوتوف والقنابل المسيلة للدموع وأيضا الخرطوش، بقدر بات معه أهالي دمنهور يعيشون لحظات رعب وفزع ليل نهار.
ويكتظ الميدان، اليوم، بأعداد كثيرة من أعضاء وأنصار جماعة الإخوان، الذين يقفون أسفل المقر الإداري للجماعة وينظمون وقفة احتجاجية للتأكيد على تأييد قرارات الرئيس محمد مرسي، ودعمه بشدة في الإعلان الدستوري الذي أصدره مؤخرا، "حرية عدالة المرسي وراه رجالة "، مرددين هتافات مناهضة للإعلام؛ منها "الشعب يريد تطهير الإعلام"، وهتافات أخرى ضد المستشار أحمد الزند والمستشار عبد المجيد محمود النائب العام المقال وعمرو موسى وحمدين صباحي، "أحمد الزند باطل وعبد المجيد باطل وعمرو موسى باطل وحمدين صباحي باطل".
وتشير الصورة في ميدان الساعة بمدينة دمنهور إلى أن الإخوان أحكموا قبضتهم الكاملة على الميدان بما لا يخل للحركة المرورية؛ حيث إن الميدان مفتوح والحركة المرورية تسير بشكل طبيعي، إلا أنهم انتشروا بشكل موسع في أرجاء الميدان بما لا يسمح للمعارضين بالتمركز فيه، ومن ثم معاودة محاولاتهم لاقتحام المقر الإداري للجماعة.
ومع الانتشار المكثف للإخوان في ميدان الساعة، وسط أجواء حماسية يسودها توتر بالغ وهتافات مؤيدة لمرسي ومناهضة للإعلام والقوى المعارضة، أمسك الإخوان باثنين من المعارضين لمرسي وقيدوهما إلى داخل المقر الإدارى للجماعة، في ظل عدم تواجد الأمن، ومع دخول الليل الوضع مرشح للتصاعد ووقوع اشتباكات بين الطرفين في ظل محاولات المعارضين لاقتحام المقر الإداري للجماعة وتحفز الإخوان للتعامل الصارم معهم وحماية مقرهم بشتى السبل.