أمنية أهالى «أطسا المحطة» فى العام الجديد.. «مدرسة»
أمنية أهالى «أطسا المحطة» فى العام الجديد.. «مدرسة»
«مدرسة قريبة» حلم يراود أطفال «أطسا المحطة» «صورة أرشيفية»
مع مطلع العام الجديد تفاوتت أمنيات المواطنين، ما بين الرزق الوفير والستر والصحة، أما سكان قرية «أطسا المحطة» بمحافظة المنيا، فكانت أمنيتهم «مدرسة» ترحمهم من معاناة يومية دامت إلى الآن 4 سنوات. 1800 طالب من «أطسا المحطة» فى مركز سمالوط بالمنيا، محرومون من وجود مدرسة منذ عام 2011، ويضطرون إلى عبور خط السكة الحديد، باعتباره الطريق الوحيد للوصول إلى المعهد الدينى الذى يدرسون به.
ثلاث وزارات رفضت التبرع بأراض لبناء مدرسة فى القرية.. والأطفال يضطرون إلى عبور خط سكة حديد يومياً للوصول إلى المعهد الدينى المجاور
«أحمد» وصديقه «فتحى»، لا يتجاوز عمرهما الـ12 عاماً، ويتعرضان لمخاطر يومية طلباً للعلم، وآخرون من أبناء القرية يواجهون نفس المصير، الأمر الذى فسره «ناصر رجب»، أحد سكان القرية بقوله: «فى عام 2011 حدث خلاف بين سكان قرية أطسا البلد، سقط بسببه عدد كبير من القتلى والجرحى، فصدر قرار بفصل قرية أطسا البلد عن أطسا المحطة، لتصبح الأخيرة قرية بلا مدارس». محاولات عديدة قام بها أهالى القرية، بحسب كلام ناصر وطلعت توفيق، من أولياء الأمور فى القرية لحل المشكلة دون جدوى، ففى البداية قرر أحد السكان التبرع بمساحة 14 قيراطاً لبناء مدرسة، لكن وزارة الزراعة رفضت لأن الأرض زراعية.
الحل الثانى، تمثل فى مخاطبة المحافظة لوزارة الرى للتنازل عن قطعة أرض تخصها، لكن الوزارة رفضت، وتكرر الحال مع وزارة الإسكان التى رفضت التنازل عن قطعة أرض مهملة منذ سنوات.
«مش عارفين نشكى لمين ولا نعمل إيه، احنا شايفين ولادنا كل يوم فى طريق الموت من غير حماية»، يقولها يونس عبدالحميد، أحد أولياء الأمور، موضحاً أن أحوال أهالى القرية البالغ عددهم 14 ألف نسمة، دفعتهم إلى إرسال أولادهم إلى المدارس والمعاهد الدينية فى القرى المجاورة، ويسلكون طرقاً وعرة تبدأ بالمرور على خط سكة حديد مباشرة، ثم ترعة الإبراهيمية ثم طريق القاهرة أسوان الزراعى، «من قيمة شهر مات ولد عنده 15 سنة وهو رايح المدرسة بعد ما خبطه القطر، يرضى مين ده؟». بناء مدرسة عشوائية من طابق واحد ومسقوفة بالخشب، كان بمثابة المحاولة الأخيرة من أهالى القرية، بحسب «رجب»، الذى يعمل خطيباً فى مسجد القرية، لكنها فشلت هى الأخرى بسبب انتشار الثعابين والعقارب فى المبنى.
«يقدمون لنا طلباً بحاجتهم لمدرسة، ونحن سنقوم ببنائها على الفور»، هو رد بشير حسن، المتحدث الإعلامى لوزارة التربية والتعليم، على الشكوى، مؤكداً أن الوزارة تضع كافة المناطق والقرى النائية فى حساباتها، بدليل المشروع القومى لبناء 4 آلاف مدرسة حتى عام 2018: «الوزير وجّه تعليماته بالتركيز على إنشاء المدارس فى المناطق الأكثر احتياجاً».