أخو الشهيد أحمد بسيوني: لو نجح شفيق أو مرسي هانزل الميدان
حفر صورته في ذاكرة التاريخ ضمن أشهر شهداء 25 يناير، تظهر صورته بالابتسامة المشرقة والشعر الغجري الأسود والعيون السوداء المليئة بالحيوية، تكسرها تلك الشريطة السوداء التي شاء القدر أن ترافق صورته في كل مكان من يوم 28 يناير.
أحمد بسيوني شهيد الثورة، توفي وترك وراءه أسرة كبيرة تحت رحمة الاختيار الأصعب بين مرشحي الرئاسة. باسم أخو الشهيد كان الأكثر حماسا للدفاع عن دم أخيه "أقنعت كل العيلة إنهم ينتخبوا حمدين صباحي عشان حق أحمد"، رأى باسم أن حمدين هو الوحيد القادر على الحفاظ على حق أخيه، مبررا أنه المرشح الوحيد الذي تواجد في الميدان أثناء الثورة "كل الباقي ركب على الثورة من بعد 11 فبراير"، أكبر مشكلة واجهها باسم كانت والدته لأنها أرادت انتخاب عمرو موسى "كانت بتقول اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش، وأصل عنده خبرة"، لكنه لم يستسلم، وأقنعها أن حمدين هو الوحيد القادر على "إنه يجيب حق أحمد" على حد قوله.
باسم الأخ الأصغر لأحمد يعمل محاسبا، لكنه اقتطع من وقته الكثير لينزل في كل مواجهة بين الشرطة والثوار، "أصل تارنا مش مع مبارك ولا العادلي، ده مع الشرطة كلها"، باسم قرر انتخاب حمدين لكنه تفاجأ بالنتيجة "ده شعب غريب"، هو متأكد من أن الانتخابات لم يكن بها تزوير صريح "مفيش تزوير بس في نصب". النصب من وجهة نظره كان في إعطاء الحق لبعض ضباط الجيش حق التصويت "ودول اللي نجحوا شفيق"، ومن جهة أخرى "الضحك على الناس باسم الدين"، وهذا كان السبب في اكتساح مرسي طبقا لرؤيته.
يعلم باسم أنه الآن يواجه الاختيار الأصعب في حياته، "اختار اللي أنا بكرهه ولا اللي قتل أخويا"، بعد تفكير طويل وحيرة ظهرت في كلامه المتقطع وصوته المرتفع الذي اقترب من "الصريخ" قال "أنا مش عارف أعمل إيه دلوقتي"، سكت قليلا ثم قال في صوت مليء بالثقة وكأنه أخيرا قد وصل للقرار الأصوب "أنا هبطل صوتي"، لا يشعر باسم بأن اختياره هذا يمكن أن يؤخذ عليه كنوع من السلبية لأنه كان قد اتخذ قراره مسبقا أن في كلا الحالتين "سواء نجح شفيق أو مرسي أنا نازل الميدان أقول الرئيس ده لا يصلح".
يحكي باسم أن أفعاله الآن دائما ترتبط بإصراره الشديد على عدم التفريط في "دم أخويا"، لم يكن للشهيد أحمد أي نشاط سياسي قبل الثورة، وعندما نزل إلى الميدان يوم 25 يناير كان ضمن عمله كمدرس في كلية تربية فنية حلوان، "أحمد كان نازل يصور عشان عندهم معرض بس اضرب جامد وساعتها الثورة جريت في دمه"، باسم لم ينزل الميدان قبل يوم 28 يناير "أنا مكنتش فاهم إيه اللي بيحصل وأحمد كان على طول صوته مبحوح من الهتاف فمكنش بيعرف يشرحلي"، لكن باسم قرر النزول يوم 28 بعد أن أدرك أنها ثورة، وكأنه نزل ليأخذ مكان أخيه في الصفوف الأولى بعد استشهاده، كان نزوله الأول يوم 28 يناير، لكنه لم يكن الأخير، بعد استشهاد أخيه لم يترك باسم مظاهرة إلا واشترك فيها على الرغم من رفض والدته لنزوله "هي مقتنعة بالمبدأ بس خايفة يتكرر اللي حصل مع أحمد".