أزهريون ومثقفون يضعون خريطة طريق لتجديد الخطاب الدينى
جابر عصفور وعبد الغنى هندى
طرح عدد من قيادات المؤسسات الدينية وبعض المثقفين خارطة طريق لتجديد الخطاب الدينى ومواجهة المتشددين بعد حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخير حول الحاجة لتلك الخارطة للمرور بها من الأزمات الحالية.
حيث قال الدكتور محمد زكى بدار، أمين عام اللجنة العليا للدعوة بالأزهر: «نحتاج بشدة إلى وضع خارطة طريق لتجديد الخطاب الدينى، وتخليصه من العوائق التى تؤثر بالسلب على معطياته ومفرداته، وبخاصة فى هذا التوقيت العصيب الذى تمر به البلاد والأمتان العربية والإسلامية، والأزهر يُسخر كل إمكانياته لإنجاز هذا الأمر، من خلال وضع أطر وركائز تكون بداية انطلاق لخطاب دينى جديد يملأ الدنيا نوراً وهداية ويحقق للإنسانية كل طموحها المنشود فى أزهرها الشريف».
أمين «الدعوة»: يجب إعادة تأهيل الدعاة.. و«عصفور»: أطالب بتشكيل لجنة تضم المستنيرين وتكون تحت إشراف الرئيس
وأضاف «بدار» أن تجديد الخطاب الدينى لم يتم إلا من خلال تأهيل الدعاة القدامى والجدد تأهيلاً يناسب معطيات الرسالة ومتطلبات الوضع الراهن وعلاج القضايا المعاصرة ومواجهة الفكر التكفيرى، وتفنيد شبهاته وكشف عواره وتحصين المجتمعات من شروره وآثامه. وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن العمل الذى دعا له الرئيس يحتاج مؤسسات وليس أشخاصاً، فلا بد أن يقوم تجديد الخطاب الدينى على محاور وأسس، مؤكداً أن التجديد موجود بالفعل فى الأزهر منذ عقود وهناك رسائل علمية لتنقية التراث تستخدم النقد وآليات الكتابة البحثية الثلاث، مثل المنهج الوصفى والتحليلى والنقدى، مشدداً على ضرورة تطوير الأئمة وأدائهم ومهارتهم.
وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: «الخطاب الدينى يحتاج لمحاور عدة يمر بها قبل وضع خريطة الطريق المطلوبة، فلا بد من وجود محاور تتعلق بالفكر، ويمكن من خلالها بحث أهم القضايا الفكرية التى تمثل عائقاً نحو تجديد وتطوير الخطاب الدينى والمجتمع المصرى، بجانب ضرورة معرفة لماذا لا تجذب لغتنا الشباب مثلما تجذبهم لغة الجماعات المتشددة؟، ثم ننتقل لمحور وضع آليات عصرية للتواصل مع هؤلاء الشباب مستخدمين خطاباً دينياً جديداً».
من جانبه، قال جابر عصفور، وزير الثقافة السابق، «لا بد من إنشاء لجنة عليا للقائمين على تجديد الخطاب الدينى تتكون من المستنيرين فى الأزهر الشريف أمثال الدكتور محمود زقزوق والدكتور سعد الدين هلالى، بالإضافة إلى مجموعة من المثقفين الذين يهتمون ويعرفون التراث الإسلامى ولهم آراء فى تجديد الخطاب الدينى». وأضاف: «أتمنى أن يتكون مجلس لتجديد الخطاب الدينى تحت إشراف الرئيس عبدالفتاح السيسى، على أن يتولى هذا المجلس مراجعة كتب التراث، وتأسيس فقه معاصر ليصبح الإسلام ديناً عصرياً يتناسب مع وقائع العالم الراهن الذى تحول إلى قرية كونية»، وتابع وزير الثقافة السابق: «يجب أن نترك محاور التجديد لهذه اللجنة، ولا تراجع هذه اللجنة القرآن لأنه نص مقدس، وإنما يجب عليها مراجعة الأحاديث التى بها الضعيف والموضوع والصحيح، وتستفيد من قواعد علم الحديث فى توضيح الصحيح من الزائف بخصوص متن وأسانيد هذه الأحاديث».