«أم رشا».. أرملة تعول 8 أبناء من «عربية اللب»: صحتى زى الفل
«أم رشا» تبيع الصحف والمسليات فى شارع المعز
تدفع العربة المحملة بالصحف والمناديل والمسليات كاللب والسودانى، تسير فى محطات مختلفة، الحسين، العتبة، الموسكى، وباب الشعرية، تمر على المحال والمقاهى التى تعرف أصحابها وطوال سيرها تردد «ما أنا أهو، اشمعنى منى بس، ما أنا كمان تعبانة من الجر واللف فى الشوارع.. اوعدنا يا رب»، مؤكدة أنها تحب الرئيس السيسى وأنها أعطته صوتها عندما قال إن الشعب المصرى نور عينيه، وأنها لم تتراجع أو تتزحزح عن دعم السيسى وبكل قوة: «ده حبيبنا ونصيبنا»، ثم تضحك وتقول: «بس برضه عايزة أقوله اشمعنى منى؟».
«تفاحة الموسكى»: انتخبت «السيسى» وبقول عليه «حبيبنا ونصيبنا» بس عايزة أقول له: «اشمعنى منى يا ريس.. ما كلنا تعبانين عشان لقمة العيش»
لا يتوقف المارة والعاملون بالشوارع عن تحيتها، الكل يعرفونها اسماً وظروفاً، يطلقون عليها «تفاحة الموسكى»، وهو اللقب الذى تحبه: «جوزى كان عربجى من الفجالة، كان عنده سكر واتحجز فى مستشفى الحسين، ومات بعدها، الكلام ده من 6 سنين، كان عمره وقتها 50 سنة». لدى «أم رشا» 5 بنات و3 أولاد، تتعب فى العمل من أجلهم، تحكى عن معاناتها بعد وفاة زوجها: «كنا بشتغل عشان أساعده ونربى العيال سوا، وبعد ما مات رحت الشئون الاجتماعية قلت لهم معايا 8 عيال، عملولى معاش 413 جنيه، يعملوا إيه فى الزمن ده وكل حاجة غالية، بشتغل وبتعب ومبطلبش حاجة من حد، سايباها على رب العالمين». تسير منذ الصباح الباكر وحتى وقت «المغربية»، يسألها المارة عن صحتها فترد: «زى الفل، أنا كل مشكلتى فى المصاريف اليومية للعيال اليتامى، أصغر واحدة فى أولادى فى إعدادى السنة دى، وباقى البنات على وش جواز، والمعاش بتاع الشئون الاجتماعية ماينفعش ومابيكفيش عيش حاف».
تؤكد «أم رشا» أنها تكسب 10 جنيهات يومياً من بيع الجرائد والمسليات، تسأل: «العشرة ولا العشرين جنيه تعمل إيه؟ تجيب عيش حاف؟ العيشة غالية، السكر والرز بكام؟ حتى التليفون مش معايا، مفيش فلوس أجيبه ولا أشحن».
كل من يعرفونها يحبون مداعبتها بحكاية «منى» التى تشبه حكايتها، لكنها بعد وصولها إلى القصر الجمهورى اختلف حالها بدرجة كبيرة، يقولون لها: «شفتى منى؟»، فترد «أيوه شفتها فى الجرايد، وهفضل أقول اشمعنى منى؟ على الأقل دى بطولها، أنا معايا 8 عيال ربنا عالم أنا بشقى عليهم إزاى»، ثم تضحك وتواصل سيرها. تشعر «تفاحة الموسكى» صاحبة الـ50 عاماً، بأن هناك مستقبلاً أفضل ينتظرها، رغم كل الصعاب التى تعيش فيها، وازدياد الحمل والهم عليها يومياً، وعن أحلامها، تقول: «مش نفسى غير إنى أعيش وأربى عيالى ويبقوا كويسين ويعيشوا عيشة حلوة».