المتحدث باسم «الخارجية»: مصر دعت لاجتماع لدول الجوار فى 21 يناير الجارى لدعم استقرار ليبيا
المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد أبوزيد
قال المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد أبوزيد، إن مصر منخرطة فى متابعة الشأن الليبى منذ فترة طويلة بهدف دعم واستقرار السلام ومساعدة الأطراف الليبية المختلفة للتواصل والتوافق المطلوب لحماية الشعب الليبى، مشدداً فى حواره لـ«الوطن» على أن الاجتماعات التى شهدتها القاهرة مؤخراً هى ليست إملاء مواقف محددة وإنما لإتاحة الفرصة للأشقاء الليبيين فى العمل ضمن مناخ داعم لهم، وأن هناك ثقة فى حيادية الدور المصرى تجاه الأزمة الليبية. وإلى نص الحوار:
«أبوزيد» لـ«الوطن»: «اجتماعات القاهرة» ليست لإملاء مواقف محددة
■ بداية، لماذا اختارت مصر الوقت الحالى التحرك فى الملف الليبى وإجراء الاجتماعات الثلاثة الأخيرة فى القاهرة؟
- الانخراط المصرى فى متابعة الشأن الليبى مستمر منذ فترة طويلة ولأسباب معروفة أولها بالطبع الجوار الجغرافى والحدود المشتركة بين مصر وليبيا، وتفرض على مصر أن تكون على مقربة من الأوضاع فى ليبيا بهدف دعم الاستقرار والسلام ومساعدة الأطراف الليبية المختلفة للتوصل إلى التوافق المطلوب لحماية الشعب الليبى ومساعدته على إدارة ملفاته، وهذا الانخراط بدأ على المستوى الثنائى مع جميع أطراف المعادلة الليبية ومن خلال إطار دول الجوار الليبى، حيث إن مصر عضو فى آلية دول الجوار أو من خلال الإطار الدولى من حيث دعم جهود المبعوث الأممى إلى ليبيا مارتن كوبلر.
■ وماذا عن التحركات الأخرى التى تقوم بها مصر على الصعيد الإقليمى والدولى لحل الأزمة الليبية؟
- هناك إطار آخر يتم التحرك على أساسه من قبل الاتحاد الأفريقى مؤخراً، فى إطار ما يسمى اللجنة الرئاسية إلى ليبيا، وقد تمت دعوة مصر للحضور على مستوى القمة يوم 25 يناير الحالى فى الكونغو برازفيل، ونحن نرى أنه التزام مصرى أصيل بطرق جميع الأبواب لدعم ليبيا.
■ وما كواليس الاجتماعات التى استضافتها مصر برئاسة الفريق محمود حجازى مؤخراً؟
- بدأنا منذ فترة جهوداً خاصة لمحاولة حل الأزمة، حيث استضافت مصر اجتماعاً للقبائل الليبية فى العام الماضى، كما توجد لجنة وطنية مصرية يرأسها الفريق محمود حجازى رئيس أركان القوات المسلحة وتضم فى عضويتها وزارة الخارجية وجهات أخرى، وهذه اللجنة الوطنية تتولى التنسيق وتتولى التعامل مع الملف الليبى، وقد حرصت اللجنة منذ شهر ديسمبر الماضى على التواصل مع الأطراف الليبية المختلفة لتقريب وجهات النظر وإتاحة الفرصة للجلوس معاً فى حوار يتسم بالشفافية والموضوعية فى محاولة التوافق فيما بينهم. إن مصر حين تستضيف مثل هذه الاجتماعات لا تستهدف إملاء مواقف محددة وإنما تسعى لإتاحة الفرصة للأشقاء الليبيين فى مناخ داعم لهم، والمناخ المصرى هو مناخ محايد والجميع يدرك أن مصر ليس لديها أجندات خاصة فى ليبيا وهدفها مصلحة الشعب الليبى ومصلحة الاستقرار فى ليبيا، وبالتالى هناك ثقة فى حيادية الدور المصرى، وقد استضافت مصر اجتماع ملتقى القاهرة فى 13 ديسمبر، وقد أتاح اللقاء الذى حضره رئيس الأركان والوزير سامح شكرى، بعد حوار مطول لمدة 48 ساعة بين الشخصيات الليبية الفاعلة على الساحة السياسية وهم قرابة الـ59 شخصاً، التوصل إلى عدة نقاط، وهذه العناصر شملت توسيع لجنة الحوار الوطنى وإعادة النظر فى بعض مواد الاتفاق السياسى وتشمل أيضاً تعديل لجنة الحوار ومعالجة المادة الثانية المرتبطة بوضعية الجيش الوطنى.
■ ولماذا تمت الدعوة لعقد لقاء مع الإعلاميين خاصة وأصحاب الفكر والرأى الليبى عقب الخروج بإعلان القاهرة؟
- الفكرة جاءت بعد انعقاد آخر اجتماع فى القاهرة وكان لمجموعة من الإعلاميين والحقوقيين وقادة الرأى فى 26 ديسمبر الماضى، وأعلنوا فيه دعمهم لإعلان القاهرة وأكدوا تبنيهم لمشروع خطاب إعلامى وطنى يدعو إلى تكوين ليبيا موحدة والضغط على المؤسسات الشرعية للترويج لتلك الأفكار الداعمة لوحدة الصف الوطنى الليبى وتطوير وسائل تكون ضاغطة على المجتمع الدولى، ودعوا إلى التوافق والمصالحة الوطنية وشكلوا أيضاً لجنة تأسيسية للتنسيق فيما بينهم وكان اجتماعاً مهماً لتعزيز الزخم الإعلامى حول نتائج إعلان القاهرة، واستقبلت مصر أيضاً خلال الفترة الأخيرة عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى، والهدف كان عرض نتائج حوار القاهرة وكيفية الخروج من المأزق، وقد وعد رئيس مجلس النواب بعقد جلسة لمناقشة كل تلك الاقتراحات، التى ترتبط بتوسيع لجنة الحوار الوطنى وإعادة النظر فى بعض مواد اتفاق الصخيرات وإعادة تشكيل المجلس الرئاسى، وطرحت عدة سيناريوهات، ■ من الدول الفاعلة فى الملف الليبى مع مصر خلال الفترة الأخيرة أيضاً؟
- جميع دول الجوار منخرطة فى الملف الليبى، ومصر دعت لاجتماع لدول الجوار فى 21 يناير الحالى يعقد فى القاهرة وتتداول دول الجوار هذه الآلية لدعم الاستقرار فى ليبيا ومحاربة الإرهاب، والهدف واحد يصب فى دعم استقرار ليبيا السياسى والأمنى.
■ وما صحة فكرة دعم مصر لشخصية محددة فى ليبيا، خاصة المشير خليفة حفتر؟
- المشير خليفة حفتر هو قائد الجيش الوطنى الليبى ويقوم بدور وجهد فى مجال مكافحة الإرهاب، واتفاق الصخيرات يتضمن شقاً خاصاً بالجيش الوطنى الليبى ووضعيته، وأحد تلك المعوقات كان مرتبطاً بقيادة الجيش الوطنى الليبى، ومصر تدعم دائماً خيارات الشعب الليبى وما يقرره دون دعم أى طرف على حساب آخر.