"الأدب فضلوه عن السياسة".. حال رواد معرض الكتاب هذا العام
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/197913_660_5214269_opt.jpg)
"تراجعت".. هو التعبير الأمثل للدلالة على حال الكتب السياسية بشتى توجهاتها، في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ45، فقد وجد معظم جمهور القراءة أن "العزوف" عن شراء الكتب السياسية هو أمثل رد للتعبير عن آرائهم وموقفهم من الحياة السياسية بشكل عام، بعد أن كانت تلك الكتب تحتل مساحة ليست صغيرة في اهتمامات القارئ، فهذا هو ما أشار له كبار الناشرين والمكتبات.
فيقول محمود سيف، مسؤول المبيعات بدار "الشروق"، إنه بعد ثورة 30 يونيو عادت الكتب الأدبية لصدارة المشهد بقوة، وذلك بعد عدة مراحل خطاها الكتاب السياسي، فقد ظهر فترة وأخذ حقه على الساحة، وبعد ترشّح مرسي، أخذ كتاب الإسلام السياسي مساحة أخرى مع الكتب الإسلامية، لتعود كل تلك الكتب إلى الانحسار بعد ثورة 30 يونيو.
ويضيف سيف، أن أكثر الكتب مبيعًا بالنسبة للسياسة هي للكاتب عبدالوهاب المسيري "رحلتي الفكرية" وهو من كتب السيرة ذاتية، بالإضافة إلى كتاب "عشت مرتين" لحمدي قنديل والذي يندرج تحت نفس البند، و"دوامات التدين" و"متاهات الوهم" ليوسف زيدان، و"مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان" لمحمد حسنين هيكل، وهذا الكتاب يعيش أجواء منعشة من قبل ثورة يناير وحتى الآن، وهو يتحدث عن مبارك من وجوده في الحكم وحتى خلعه في ثورة 25 يناير 2011.
وعن الكتب التي تتناول الحديث عن تنظيم الإخوان، يوضح مسؤول المبيعات أن مبيعاتها قلت تمامًا عن سنة حكم الإخوان ولكنها تتصدر مشهد الكتب التي لها علاقة بالإخوان وهي كتاب "من داخل الإخوان المسلمين" ليوسف ندا، و"الإخوان المسلمون سنوات ما قبل الثورة" لحسام تمام، وكتب محمد سليم العوا، و"ذكرياتي" لمحمد حبيب.
وبالانتقال إلى "دار ليلى للنشر والتوزيع- كيان كروب" فإنه يوجد عزوف عام عن أي كتب تتحدث عن الثورة، فالجمهور قد تشبّع ويريد أن يرجع للأدب، كما قال محمد سامي مسؤول الجناح بالمعرض، وأكمل أن القارئ السياسي يقبل على الكتب السياسية أيًا كانت، موضحًا أن الإقبال على كتب السادات وعبدالناصر أكبر من الكتب الأخرى.
ويضيف سامي، أن شراء الكتب السياسية على وجه الخصوص يعتمد على اسم الكاتب وشهرته، لذا جاءت كتب أحمد المسلماني وإبراهيم عيسى وعلاء الأسواني في مقدمة المبيعات السياسية، بينما الكاتب السياسي المغمور لا يوجد إقبال على كتبه، وفيما يتعلق بكتب الإخوان، يقول سامي إنه لا يوجد إقبال إلا على "سر المعبد" لثروت الخرباوي لأنه أخذ شهرة، والكتب الأخرى لا تُباع، موضحًا أن القارئ لا يصنف وليس له توجه فهو يريد أن يقرأ فقط.
وفي مجال الرواية السياسية تصدرت المبيعات "زمكان" لثروت الخرباوي، وبعض الكتب الأخرى في الشأن السياسي، جاء هذا في تصريح محمد سعد عن دار نشر "نهضة مصر"، وأضاف أن كتاب "حجر رشيد" لمصطفى حجازي الذي يتحدث عن خروج مصر من الأزمة الحالية، رقم واحد في مبيعات الكتب غير الروائية، بالإضافة إلى كتاب "كلمة السر" الذي يحكي قصة حياة حسني مبارك في حرب 73 وهو ليس شاملاً الأحداث الجارية، أيضًا أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية الأسبق، الذي يستمر في سرد مذكراته السياسية أوقات السلم والحرب على قائمة الكتب الأكثر مبيعًا.
وأما الكتب التي تتحدث عن الإخوان فلا يزال "سر المعبد" لثروت الخرباوي، يتصدر المبيعات مع "قلب الإخوان" و"انتحار الإخوان" للدكتور عمار علي حسن، فهي موضوعات الساعة؛ ويقول سعد إن تلك الكتب تهم الناس أكثر منها توضيح للسياسات، كما أنها أعلى مبيعًا من كتب مبارك، ويوضح الناشر أن هناك صراعًا بين كتب ما قبل مبارك، التي تتحدث عن حقبة السادات وعبدالناصر، الكتب الحالية التي تضاهي مبيعاتها.
أما "مكتبة أ" فالمبيعات الأعلى لها كانت لكتب الرعب والروايات والفانتازيا حسب حسام محسن، المسؤول عن جناح المكتبة بمعرض الكتاب، وأوضح أن الكتب السياسية تراجعت مبيعاتها بشكل كبير "الكتاب السياسي مش هو الأساس في المعرض"، وأكمل أنه يمكن وصف كتاب "الاحتلال المدني" الذي يتحدث عن كل الأحداث السياسية التي حدثت فترة ما بعد الثورة للكاتب عمرو عمارة، هو الأكثر مبيعًا ويليه كتاب "سقوط الإخوان" لمصطفى بكري.
وكان لعمرو رمضان، المسؤول عن دار "كنوز"، رأي مختلف قليلًا بشأن مبيعات الكتب السياسية، فقد قال إن الكتب التي تتحدث عن المشير السيسي هي الأكثر مبيعًا وأوضح أن كتاب "صائد الأفاعي" الذي يتحدث عن السيسي، وكتاب "الداهية والهلفوت" الذي يقارن السيسي ومرسي، هم الكتب الأكثر مبيعًا وطلبًا لديه بين كل الكتب السياسية.