هل تلجأ أمريكا وإيران إلى حرب عسكرية؟.. خبير يجيب
روحاني
في ظل التوترات المتصاعدة بين أمريكا وإيران في الفترة الأخيرة، أعلنت إيران رسمياً التوقف عن التقيد ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وذلك بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة بصورة أحادية منه ومعاودتها فرض عقوبات على طهران، وإعلان أمريكا استعدادها التصدي لأي هجمات إيرانية وإرسالها حاملة الطائرات النووية "إبراهام لنكولن" وسفن حراسة على سواحلها، فهل سيلجأ الطرفان للحل العسكري؟، وما فرص القوات المسلحة الإيرانية أمام أسلحة أمريكا المتطورة؟.
يقول المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، اللواء الدكتور هشام الحلبي، إن احتمال حدوث حرب بين أمريكا وإيران ضئيلة لأنها ستكلف الطرفين ثمنا باهظا ممثلة في خسائر بشرية واقتصادية، موضحاً أنه رغم وجود فارق ضخم بين القوات المسلحة الإيرانية والقوات الأمريكية بأشكالها المختلفة من حيث العدد والتسليح، حيث تمتلك القوات الأمريكية إمكانيات بحرية وجوية وصاروخية قوية قادرة على إحداث تدمير بصورة غير مسبوقة في صفوف القوات المسلحة الإيرانية، إضافة إلى قدرتها على تدمير البنية التحتية للدولة إلا أنه لا يمكن نكران قوة الجيش الإيراني، فهو على الرغم من قلة عدد أفراده يتمتع بخبرة عسكرية جيدة، اكتسبها من حروبه ضد "داعش" في سوريا والعراق، لذلك هو قادر على استهداف نقاط ضعف القوات الأمريكية وضربها من خلال استهداف قواعدها الموجودة في الخليج وسوريا والعراق.
وأضاف "الحلبي" لـ"الوطن"، أن "كلا الطرفين في مرمى نيران الآخر، ويستطيع إحداث ضربات قاصمة للآخر، فأمريكا تمتلك كثافة حشد عالية من القوات الجوية الأمريكية ومن صواريخ توماهوك وتستطيع شن حرب إلكترونية تصيب كل أجهزة إيران بالشلل"، لافتا أن الحل العسكري لا تفضله الإدارة الأمريكية خاصة أنها مقبلة على انتخابات رئاسية جديدة خلال الأيام المقبة، كما أن تلك الحرب سيكون لها أضرار اقتصادية عالمية تتمثل في تقليل تدفق البترول من الخليج وزيادة تأمين ناقلات النفط، ورفع أسعار البترول وهو ما يتعارض مع مصالح أمريكا.
وافقت طهران، بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015، على الحد من حجم مخزونها من اليورانيوم المخصب، المستخدم لصنع وقود المفاعلات النووية وكذلك صنع الأسلحة النووية لمدة 15 عاما، وخفض عدد أجهزة الطرد المركزي لمدة 10 سنوات.
وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات ضد قطاع التعدين الإيراني من صناعات الحديد والصلب والألمونيوم والنحاس، من أجل تعزيز الضغط على النظام لإجبار "طهران"على تعديل سلوكها والتوقف عن سياسة نشر الفوضى في الشرق الأوسط.