صورة إسرائيل على الشاشة .. مصر ترفع شعار «لا تعرف عدوك»
الحديث عن صورة إسرائيل والمجتمع اليهودى على الشاشة التليفزيونية أو السينمائية حديث شائك وخطير، حيث تتداخل فيه الكثير من الأمور، الفنية أحيانا والسياسية أحيانا أخرى، التى تتراوح ما بين معانى الوطنية من جهة والحقائق الموضوعية من جهة أخرى.
ولهذا يخشى الكثيرون الاقتراب من هذا العالم المحفوف بالمخاطر، باستثناء قلة قدمت هذه الأعمال بحذر شديد، وتعرضت لنقد أشد، لأنها لم تنجح فى تقديم صورة إسرائيل بشكل حقيقى، فضلا عن أنها لم تحقق أيضا أيا من معانى الوطنية.
ولا أعتقد أن أحدا ممن قدم هذه الأعمال التى تتناول إسرائيل يستطيع أن يقول إنه قدم على الشاشة صورة حقيقية أو حتى قريبة من الحقيقة عن هذا المجتمع، إلى الدرجة التى جعلت البعض يشك فى أن أوامر عليا تصدر إلى المؤلفين والمبدعين والفنانين حتى يقدموا هذه الصورة النمطية والغبية والكاريكاتيرية لإسرائيل، التى لا تؤدى إلى سخريتنا منهم، بل بالعكس، فهى تؤدى إلى سخريتهم منا.
صحيح أنه لا يجوز تقديم إسرائيل بشكل مبالغ فيه، من حيث القوة والإمكانيات، بكل ما ينطوى عليه ذلك من مخاوف بألا يشعر الإنسان المصرى عموما والجندى خصوصا بذاته، وبقدرته على قهر هذا العدو التاريخى، ولكن الصحيح أيضا أنه لا يجوز تقديم إسرائيل فى شكل ضعيف، أقرب إلى الكوميديا والاستظراف منه إلى الحقيقة والواقع، بعيدا عن مراعاة الحقيقة الموضوعية والدقة والمنطق فى طرح مثل هذه القضايا.
ورغم أنه من المتعارف عليه أيضا فى أدب الجاسوسية والمخابرات أن تكون هناك بعض المبالغة فى التناول، فإن هناك خيطا رفيعا ما بين المبالغة المعقولة وبين السذاجة التى تصل إلى حد اللامعقول.
كما أنه ليس من المنطقى أن تكون أنجح الأعمال التى حاولت أن تقدم صورة شبه حقيقية للمجتمع الإسرائيلى، هى مسلسلا «دموع فى عيون وقحة» و«رأفت الهجان»، رغم أنهما عرضا منذ أكثر من 20 عاما، وكأن الفن المصرى لا يؤمن بمقولة «اعرف عدوك».
لقد خاضت مصر العديد من الحروب العسكرية ضد إسرائيل، انهزمت فى بعضها وانتصرت فى بعضها الآخر، ولكنها فى حربها الفنية، سينمائية كانت أو درامية، لم تنتصر فى كل مسلسلاتها وأفلامها ومعاركها التمثيلية، وخسرتها جميعا.
والكل مسئول عن هذه الخسارة، ابتداء من المبدعين والمؤلفين الذين يكتبون هذه الأعمال، وانتهاء بالنجوم الذين يقدمونها، ومرورا حتى بمراجعى اللغة العبرية الذين يشرفون عليها، وهؤلاء هم الذين يتحدثون فى هذا الملف الشائك.
أخبار متعلقة:
«إسرائيل» مهزومة فى «خيال المؤلفين» فقط
على عبدالخالق: التهويل من قدرة العدو يصيب المصرى بالانهزامية
يوسف القعيد: قررنا أن ننتصر على العدو فى الدراما فقط
نبيلة عبيد: إسرائيل قوة لا يستهان بها.. وتجاهلها خطأ كبير
على سالم: دراما الجاسوسية فى مصر «ساذجة»
عاطف بشاى: الاستسهال وغياب الثقافة هما السبب الرئيسى
بشير الديك: صناع الدراما اكتفوا بمناقشة القضية بأعمال كرتونية
الدكتور منصور عبدالوهاب: عرض صورة صادقة لإسرائيل تعنى «احترامهم»
شريف منير: صراع الجاسوسية مع إسرائيل قائم ولن ينتهي