أبو غراقد.. واد أثري يبحث عن مكان على خريطة السياحة في مصر والعالم
أبو غراقد
محافظة جنوب سيناء تمتلئ بالمناطق الفريدة في كل شيء، وديان بعيدة عن الطرق الرئيسية لا زالت شاهدة على التاريخ، وتزخر بالنقوش والكتابات الأثرية، وكنوز كثيرة لم تستغل ولم يروج لها سياحيا، وعشرات الوديان والدروب التي كانت ممرا لحضارات، ومركزا لاستخراج المعادن النفيسة، إبان العصور الفرعونية.
"أبو غراقد" هو أحد أهم وديان جنوب سيناء التاريخية والمهمة، لم يستغل سياحيا أو ثقافيا، ولا يعرف أحد عنه شيئا سوى القليل من أهل المحافظة، كما لم يشهد زيارات من بعض المسؤولين لبعد مسافته.
يضم وادي أبو غراقد، آثار البدو القدامى من مئات السنين، مثل البيوت الصخرية، ومخازن الطعام الموجودة داخل الجبال.
ويتبع "أبو غراقد" لقرية وادي فيران، بمدينة أبورديس، ويبعد 80 كيلو متر عن الطريق الدولي.
ويشتهر الوادي بالطبيعة الخلابة، لوقوعه بين جلبين، وتوجد به "عيون مياه طبيعية، مغارات الفيروز، نقوش ورسومات فرعونية، كتابات نبطية"، والسياحة الوافدة إليه تكاد تكون منعدمة، على الرغم من أهميته التاريخية والثقافية، بل أن خريطة السياحة لا تهتم به مثل عشرات الوديان.
الشيخ معمر ربيع، من قبيلة القرارشة، وأحد سكان المنطقة، يحكي تاريخ الوادي، قائلا إن "أبو غراقد" حباه الله بمناظر طبيعية لا مثيل لها، وكان الفراعنة أول من اكتشفوه، واستخرجوا حجر الفيروز النفيس من مغاراته، والدليل على ذلك، وجود رسوم ونقوش فرعونية حتى الآن، وأخرى عن صور للفرعون، لافتا إلى أن سيناء سميت بأرض الفيروز، نسبة إلى حجر الفيروز الموجود في مغارات جبالها.
وأوضح أن المنطقة تضم آبار مياه عذبة من باطن الأرض، وحدائق صغيرة، والمكان آمن، مناشدا بإقامة محطة طاقة شمسية لإنارته، وتشغيل طلمبات رفع المياه من الآبار لزراعة الأرض.
وأضاف "بيوت أجدادنا ومخازن الطعام ما زالت موجودة وشاهدة على العصر القديم حتى الآن، ونقيم في المكان بصفة مستمرة، رغم عدم وجود خدمات، ونتزاور مع بعضنا البعض، ونجلس في بيوتنا بضعة أيام كل شهر، ونتسامر".
جمعة حسين عطيش، أكد أن المكان يعاني من عدم وجود سياحة وافدة إليه، مناشدا بفتحه للسياحة لأنه يضم آثارا تاريخية مهمة.
وأوضح أن "أبو غراقد" سمي بهذا الاسم، لوجود بعض أشجار الغرقد به من قديم الأزل، والتي جرى إزالتها.
وأكد أن أهالي المنطقة ليس لهم دخل سوى السياحة والزراعة، ويأملون في عودة السياحة إلى الوادي، مطالبا بتدخل الجهاز التنفيذي، لتوفير طلمبات لرفع المياه من الآبار التي تناقصت منذ مئات السنين.
مبروك الغمريني، الرئيس الجديد لمدينة أبورديس، أكد أنه زار المنطقة، وشاهد مغارات الفيروز والآثار الفرعونية والكتابات النبطية، وقال إنه يطالب مع البدو، بعودة السياحة للوادي، ووضعه على خريطة السياحة العالمية، لما يتمتع به من آثار وجبال جميلة.
وقال إن الدولة نفذت مشروعات في الوادي، لمساعدة المواطنين، مثل "إقامة مزارع نموذجية" لتوفير المنتجات الزراعية والأسماك، وإنشاء محطة للطاقة الشمسية لإنارته والتجمعات المحيطة، ولم يبق سوى عودة السياحة.