الخطيب: الشعراوي عاش على يقين بأن حب الوطن شُعبة من شُعب الإيمان
الشيخ محمد متولي الشعراوي
تناول الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، مدير تحرير جريدة "الوطن" في حلقة اليوم من برنامج "كلم ربنا" المذاع على الراديو 9090 رحلة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي.
وقال الخطيب: "صاحب الشخصية النهاردة، لما سمعه المصريون أول مرة أحسوا إنه صوت جديد وداعية يقدم الدين في ثوب مختلف، أفكار عميقة بلغة بسيطة، جواها عين الحقيقة وجوهر الإيمان".
وأضاف أن المصريين سمعوه أول مرة وهو يتحدث عن الإسراء والمعراج في سبعينيات القرن الماضي، متابعًا: "بكلام بسيط عرف طريقه لقلب كل اللي سمعه، بعدها أصبح كلامه زي النسيم العليل، عارف سكته لصدر كل إنسان عاوز يفهم دينه ويتنفس المعنى الحقيقي للإيمان ويعيش الإحساس بوسطية الإسلام وإنسانيته وسماحته".
وتابع أن سرًا كبيرًا ربط الناس بكلام "كبير الدعاة إلى الله في القرن العشرين"، موضحًا: "ناس كتير حسوه بس معرفوش يوصفوه، والسر ده كان إنه اعتبر إن الدين رسالة حب للدنيا وجوهر الحب الصدق، والصدق أقصر طريق للقلوب".
وأشار إلى أن الشيخ الشعراوي نشأ نشأة بسيطة في قرية من قرى ميت غمر، وهي قرية دقادوس: "أحب القرية بلونها الأخضر السخي، لون الحياة النابضة بالحب والعطاء، أحب السماء الصافية، لون الرضا، والايدين الممدودة لخالق السماوات والأرض، ترجو رحمته وتخشى عذابه".
ولفت إلى أن الشعراوي حفظ القرآن الكريم منذ الطفولة واستجاب لدعوة الله عز وجل بالتفكر والتأمل، فاستطاع أن يرى معاني في القرآن عندما سمعها الناس تعجبوا لأن هذه المعاني كانت قريبة من تفكيرهم، ولكن عاشوا طيلة عمرهم دون أن يحيطوا بها علمًا.
وواصل: "الشيخ الشعراوي وصل للمعاني دي لأنه اتعامل مع القرآن بحب، زي ما اتعامل مع كل البشر حوله بحب، والإيمان عنده محبة والحب معراج المؤمن، وعلى جناح الوجد والشوق لخالق السماوات والأرض يطير بقلبه لمولاه، معراج المؤمن قلبه المحب".
وأردف أن الشعراوي اعتبر أن الحب أساس الإيمان وأن المؤمن نسمة حب ورحمة وسلام، يحب الدنيا لأنها من صنع الله، والبشر لأنهم خلق الله وعباده، حتى مصائب الحياة قد قابلها بالرضا لأنها قضاء الله وقدره: "أعمق المعاني صورها ببساطة عجيبة، أساسها أمثلة الحياة العادية للبشر، عشان كده أحبوا أسلوبه في الدعوة لأنه جعل الإيمان قطعة من الحياة وجزء من تفاصيل اليوم العادي لأي إنسان، عشان كده تأثيره على الناس متوقفش عند حد وشرح وتفسير آيات القرآن، قدر يخلي الدين جزء من إحساسهم بجمال الحياة، وده الفرق الكبير بين إمام الدعاة وغيره من المدعين اللي بيعلموا الناس كراهية الدنيا".
وأشار إلى أن هؤلاء المدعين ينشرون العداء والبغضاء والكراهية بين البشر، مؤكدًا أنه عاش مؤمنًا بأن حب الوطن شعبة من شعب الإيمان: "مصر عنده كانت أحب وأجمل الأشياء وحبها كان في نظره عبادة لله، ونطق اسمها ثواب وسيل من الحسنات، لأنها مذكورة في القرآن، وتلاوة كل حرف في الكتاب الكريم بثواب وحسنات".
وأتم: "كلنا سمعنا الشيخ الشعراوي وهو يتحدث عن مصر أرض الكنانة، التي قال عنها النبي إنها في رباط إلى يوم الدين، حيث أنها صدرت الإسلام للعالم كله حتى للأرض التي ظهر فيها، هو كلام مختلف في حب مصر وأهلها الطيبين، ومهم للغاية أن نتأمل المعاني الراقية الساكنة في كل كلمة قالها وهو يحكي عن مصر، والأهم أن نشعر برعشة المحب في صوت مولانا وهو يتغنى بحب مصر".