لأول مرة.. عيد الفطر بدون صلاة والمقابر خالية من الزوار
أطباء "عزل بلطيم" يؤدون الصلاة بالمستشفى
الاحتفال بالعيد فى مستشفى «عزل ملوى»
التزاماً بالإجراءات الوقائية وقرارات مجلس الوزراء المقررة فى عيد الفطر المبارك، خلت المقابر، لأول مرة، من زوارها فى العيد، واختفت ساحات الصلاة بعد غلق المساجد، تزامناً مع احتفال الأطقم الطبية والمصابين فى مستشفيات العزل بعيد الفطر، فيما خرق بعض الأهالى قرارات مجلس الوزراء، بأداء صلاة العديد فى الخلاء، فى مقابل التزام القرى المعزولة بجميع الإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
فى كفر الشيخ، أدى الأطباء والعاملون بمستشفى بلطيم المركزى، الذى جرى تخصيصه ليكون أول مستشفى لعلاج مرضى «كورونا»، صلاة عيد الفطر فى صفوف متباعدة، وظهر العاملون والأطباء وهم يؤدون الصلاة وسط إجراءات احترازية منها التباعد وخلق مسافات أمان بينهم.
"بلالين وزينة" فى "عزل ملوى": "بنفرَّح المصابين"
وفى المنيا، ودَّع 16 متعافياً مستشفى العزل بملوى بعد شفائهم وتعافيهم وتحول نتائج تحاليلهم من إيجابية إلى سلبية، ولم يمنع فيروس كورونا المستجد الأطفال والكبار من الاحتفال بالعيد داخل مستشفى عزل ملوى، جنوب محافظة المنيا، حيث حرصت الفرق الطبية على نشر الفرحة بين المصابين بنشر «البلالين» والزينة والإضاءة فى جميع أرجاء المستشفى، كما تم توزيع العيديات والهدايا العينية والرمزية على الأطفال، فى محاولة لرفع الروح المعنوية بينهم وإسعادهم أسوة بجميع المحتفلين بالعيد.
وقال أحد أعضاء الفريق الطبى إن أجواء «كورونا» لم تمنعنا من الاحتفال بالعيد، تم تعليق الزينة فى معظم أقسام المستشفى يوم الوقفة؛ لإدخال الفرحة والبهجة على المرضى وأطفالهم، كما حرص الموجودون على التكبير والتهليل منذ الساعات الأولى من الصباح حتى يشعر المحتجزون بأجواء عيد الفطر المبارك وكأنهم فى منازلهم وبين أسرهم، وأضاف: «فى اليوم الأول لعيد الفطر تقرر خروج 16 مصاباً بعد تعافيهم وتماثلهم للشفاء التام، وتحول نتيجة عيناتهم من الإيجابية إلى السلبية، فيما استقبل المستشفى 14 مصاباً جديداً، وتم تسجيل حالة وفاة واحدة، كما حرص الأطباء وطاقم التمريض على توزيع العيديات على المرضى، واحتفلوا بالعيد مع أصغر رضيع عمره 3 أيام وضعته مصابة تدعى هبة قطب، 29 عاماً، من أبناء محافظة أسيوط، الخميس الماضى داخل مستشفى العزل.
فيما خلت جميع مقابر الموتى بالمنيا، خاصة منطقة البهنسا، من الزوار فى عيد الفطر، بعد أن نشرت أجهزة الأمن عناصرها فى تلك المناطق لمنع تردد الأهالى عليها كما هو معتاد فى الأعياد، ضمن الإجراءات الاحتزارية والوقائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، كما أُغلقت جميع الحدائق والمتنزهات العامة فى جميع مراكز المحافظة، وعينت الوحدات المحلية، بالتنسيق مع أجهزة الأمن، حراسات عليها لمنع أى تجمعات فى عيد الفطر المبارك، فضلاً عن إغلاق كورنيش مدينة المنيا ومنع جميع المواطنين من دخوله لعدم ظهور أى تجمعات.
وأدى الفريق الطبى فى مستشفى العجمى العام، المخصص للعزل بالإسكندرية، صلاة العيد داخل ساحة المستشفى، بعد موافقة «مكافحة العدوى» على طلب مدير المستشفى بأداء صلاة العيد وفقاً للإجراءات الاحترازية، ووقف المصلون على مسافات متباعدة، وقالت الدكتورة مرفت السيد، مدير المستشفى، إن الأطقم الطبية أدت الصلاة وفقاً للإجراءات الاحترازية المتبعة من حيث التباعد، بالإضافة إلى ارتداء الماسك الطبى أثناء الصلاة، كما يتم فى صلاة الجنازة.
واستقبل مستشفى أبوخليفة للعزل الطبى الفنانة رجاء الجداوى بعد ارتفاع درجة حرارتها إلى 39 درجة والاشتباه فى إصابتها بالفيروس، وتم نقلها إلى قسم العناية العادية بالمستشفى لعمل الفحوصات المطلوبة والأشعة على الصدر وأخذ المسحة الأولى للتأكد من الحالة، وقالت مصادر طبية بالمستشفى إن حالة الفنانة رجاء الجداوى مستقرة بعد انخفاض درجة الحرارة إلى 37 درجة.
واحتفل مستشفى الحجر الصحى بقها، المخصص لاستقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا، مع المرضى بعيد الفطر من خلال توزيع الشيكولاتة والعصائر مع وجبة الإفطار، والعمل على رفع روحهم المعنوية، فيما أعلنت إدارة المستشفى عن شفاء وتعافى ١١ حالة من فيروس كورونا، بينهم سيدتان مسنتان جرى احتجازهما فى العناية وتعانيان من أمراض مزمنة، وطبيب من مستشفى بنها الجامعى، ليرتفع إجمالى عدد المتعافين إلى ٢٣٥ حالة، وأوضح الدكتور أحمد سعد خيامى، مدير الفريق الطبى الخامس بالمستشفى، أن الطبيب أحمد مجدى أبوالدهب، إخصائى الأطفال وحديثى الولادة بالإدارة الطبية بجامعة بنها، تعافى من الفيروس وصرح له بالخروج والعودة إلى منزله.
وفى محاولة لإدخال البهجة على المرضى بمستشفى العزل الاقتصادى بجامعة الزقازيق، احتفل الطاقم الطبى بعيد الفطر من خلال تزيين المستشفى ومداعبة الأطفال المصابين ومنحهم هدايا، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى صوراً أظهرت وجود طفل وطفلة وهما يحملان الهدايا برفقة ممرضات، وسط حالة من الفرحة والالتزام بالإجراءات الصحية والاحترازية، وتعليقاً على الاحتفال مع الأطفال بالعيد قال أحمد عبدالعزيز، فنى تمريض: «كان هدف الأطقم الطبية إسعاد الأطفال، وهو الأمر الذى أدى لحالة من الفرحة بقدوم العيد، وانعكس بشكل إيجابى على المرضى والعاملين»، لافتاً إلى أن الأشياء الإيجابية ترفع الروح المعنوية وتعزز القدرة على مواجهة المرض.
وأقدم العشرات من أهالى قرية بمركز أبوالمطامير، بالبحيرة، على إقامة شعائر صلاة عيد الفطر داخل قريتهم، التى تتسم بالطابع الصحراوى، وتحديداً أمام مسجد القرية المغلق بسبب الإجراءات الوقائية المتخذة، ونشر أحد المصلين فيديو لصلاة العيد والتكبيرات التى علت من خلال مكبرات الصوت، بالرغم من التحذيرات التى أطلقتها الدولة، وظهر بالفيديو عدد من المصلين الذين افترشوا الأرض وسط تكبيرات العيد ومناقشات جانبية بين بعض المصلين، ووثّق مصور الفيديو مقطعاً صوتياً له قائلاً بلكنته البدوية: «كل عام وأنتم طيبين، صلاة العيد من القرية والمساجد مقفولة بسبب كورونا، وربنا يزيح الغمة من البلاد ويرفع البلاء»، فى الوقت الذى ظهر بالفيديو مصلون يوزعون العطور والروائح على بعضهم، ويطالبون برفع أصواتهم بتكبيرات صلاة العيد.
ونجحت المبادرات التى أطلقها أبناء الأقصر بشأن منع زيارات الأهالى للقبور فى أيام العيد، تماشياً مع إجراءات الحكومة لمكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، وخلت مقابر المسلمين بقرية البغدادى، بمدينة البياضية، من الزوار فى اليوم الأول من أيام العيد رغم أنها كانت تشهد زحاماً كبيراً وتجمعات ضخمة فى الأعوام السابقة، حيث اعتاد الأهالى على زيارة قبور موتاهم فى العيد وقراءة القرآن الكريم ورى وزراعة نباتات الصبار الموجودة عليها.
وقال الشيخ سعد الفقى، وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ، إن المحافظة لم تشهد أى خروقات فيما يخص غلق المساجد وتنفيذ توجيهات الوزارة بنقل تكبيرات العيد عبر ميكروفونات المساجد، وأكد «الفقى» أن أبناء المحافظة ضربوا المثل فى الالتزام بالإجراءات الاحترازية، مشيراً إلى أن غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة تلقت التقارير من الإدارات المختلفة التى أكدت جميعها أن الأمور مستقرة وهادئة.
قرية "الخطارة" بقنا تشكل لجاناً لمنع زيارة المواطنين للقبور
وفى قنا، التزمت قرية الخطارة بمركز نقادة، بالحظر وعدم خروج الأهالى للشوارع والمقابر، ضمن حظر ذاتى نفذه أهالى القرية على أنفسهم بعد ظهور أكثر من 25 إصابة بفيروس كورونا خلال الأسابيع الماضية، وقال عبدالله محمد، أحد المشاركين فى مبادرة حملة توعية أهالى الخطارة للوقاية من مرض فيروس كورونا، إن لجان الأزمة، المشكّلة منذ نحو أسبوعين، شكلت فرقاً لمنع زيارة المواطنين للمقابر ومنع إقامة صلاة العيد فى المساجد وفى الشوارع الرئيسية لمنع خروج المواطنين فى أول أيام عيد الفطر المبارك، وتابع أن اللجان المشكّلة منذ ظهور نحو 25 إصابة بالقرية نجحت فى تنفيذ الحظر وتوفير كل احتياجات المواطنين والعمل على تطهير الشوارع والمنازل والمصالح الحكومية أولاً بأول.
واستقبلت الفنادق والمنتجعات السياحية الحاصلة على شهادة السلامة الصحية بجنوب سيناء وفوداً من المصريين، وقال اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، إنه يجرى قياس درجة الحرارة لجميع الوافدين للمحافظة بمنطقة كمين عيون موسى، والتأكد من ارتداء الكمامات واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية، كما جرى اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها للوقاية من الفيروس بمطار شرم الشيخ الدولى، وفقاً للإجراءات والقواعد التى عرضتها منظمة الصحة العالمية، وأكد المحافظ أن 12 فندقاً استوفت شروط السلامة الصحية التى أقرها مجلس الوزراء، وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، وحصلت على شهادة السلامة الصحية، واستقبلت مئات الزائرين من مختلف محافظات مصر.
وأنعشت السياحة الداخلية عدداً من فنادق البحر الأحمر الحاصلة على شهادة السلامة الصحية والتى استقبلت النزلاء المصريين لقضاء إجازة العيد فى ظل إجراءات وقائية مشددة، بالتنسيق مع وزارتى السياحة والآثار والصحة والسكان وغرفة المنشآت الفندقية، وكشف محمد السباعى، مدير الأمن الإقليمى لمجموعة فنادق سياحية كبرى بالغردقة، عن بدء استقبال النزلاء بطاقة ٢٥٪ من الغرف، مع الالتزام بجميع الضوابط والاشتراطات الوقائية والإجراءات الاحترازية من خلال قياس درجة الحرارة وتطهير الأمتعة وتوزيع القفازات والكمامات مجاناً وتخصيص قلم لكل نزيل للتوقيع ووضع وسائل وأدوات التطهير فى «سيبنسر» ونشره فى عدة أماكن فى الاستقبال وأمام الغرف وفى المطاعم وأمام حمامات السباحة.
وأدى البعض من أهالى سيناء صلاة العيد المبارك فى الدواوين والمجالس الخاصة بأعداد قليلة بعد إغلاق المساجد تنفيذاً لقرار وزير الأوقاف، وقال عبدالله محمد، أحد أهالى الشيخ زويد، إن بعض الشباب قاموا بأداء صلاة العيد فى الدواوين والمجالس الخاصة بالعائلات، وأضاف أنه تمت صلاة العيد بشكل طبيعى، وتمت تلاوة خطبة مختصرة لم تتجاوز 5 دقائق، قام خلالها أحد أبناء العائلة بإلقاء الموعظة والتهنئة بالعيد والدعاء لمصر، فيما أكد محمد قويدر، من الأهالى، أن بعض الدواوين فى مدينة العريش شهدت إقامة صلاة العيد بدون خطبة واكتفى المصلون بالمصافحة بعد الصلاة والتهنئة بالعيد.
وفى قرى العمر والقسيمة والبرث وبعض المناطق فى نخل والحسنة بوسط سيناء صلى الأهالى صلاة العيد جماعة فى المقاعد القبلية، بعيداً عن المساجد، وقال أبوفهد ترابين إن الأهالى حرصوا على عدم فتح المساجد، لافتاً إلى أن شعائر صلاة العيد تتم فى الخلاء أو فى المجالس الخاصة بالعائلات وبعدد محدود جداً.