كل شىء فى مدارس «غزة».. إلا الدراسة
لم يعدّوا حقائبهم ويرتبوا ملابسهم استعداداً لأول يوم فى العام الدراسى الجديد، ففناء المدرسة امتلأ بالمصابين واكتظت الطرقات التى تفصل بين الفصول بالإسعافات الأولية، واستبدلت بالإذاعة المدرسة ميكروفونات لطلب المساعدات والاستغاثات.
هو حال معظم أطفال غزة، الذين كانوا من المفترض أن يقضوا أمس، أول أيام العام الدراسى الجديد، وبسبب العدوان الإسرائيلى الغاشم قررت وزارة التربية والتعليم تجميد كل الإجراءات الخاصة ببداية العام الدراسى فى المحافظات الجنوبية، خاصة بعد تحويل ما يقارب 120 مدرسة من أصل 420 إلى مراكز لإيواء المشردين. وكالة الغوث الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة قررت تنظيم يوم أشبه بيوم دراسى عادى لبث البهجة فى قلوب الأطفال، وفى الوقت نفسه للفت أنظار العالم لإنهاء معاناة أطفال فلسطين، وفى مشهد تختلط فيه مشاعر البهجة والعطف، اصطف الأطفال فى فناء المدرسة التابعة للوكالة، وشارك آخرون فى فعاليات ترفيهية كتحدٍّ جديد للعدوان، وإصرار على الصمود.
من الطبيعى أن يصاب الطفل بحالة ذعر وهلع نتيجة الأحداث الدامية التى عايشها، حسب الدكتور يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، والأفضل أن يستقبل العام الدراسى الجديد بدعم نفسى تقدمه له المنظمات الحقوقية، من خلال توزيع الحلوى وإقامة الحفلات والمسابقات، وترديد الأناشيد، لمحو مشاهد الدمار من ذاكرته، مشيراً إلى أن اقتصار الأيام الأولى من الدراسة على الترفيه والترويح، والابتعاد عن أى ضغوط نفسيه، بما فى ذلك الضغوط المدرسية، مع مرور الوقت بإمكانه محو مشاهد الدمار من ذاكرة الأطفال.